قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء 21 فبراير (شباط)، إن الأمر متروك لإيران فيما إذا كانت تنوي استمرار الانخراط في برامجها النووية أم لا؛ لكن الباب مفتوح دائمًا أمام الدبلوماسية.
وأضاف: "ما زلنا نعتقد أن الطريقة الأكثر فاعلية واستدامة للتعامل مع تحدي البرنامج النووي هي من خلال الدبلوماسية، لكن هذه الجهود في الوقت الحالي وراؤنا، لأن إيران لم تظهر أي تحرك أو سلوك ذي معنى في هذا الصدد".
وبحسب وكالة "رويترز"، قال وزير الخارجية الأميركي، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي أثناء زيارته لأثينا: "الباب مفتوح دائمًا أمام الدبلوماسية، والكثير يعتمد على ما تقوله طهران وما تفعله؛ وفيما إذا كانت تريد التفاعل أم لا؟".
وتأتي تصريحات بلينكن الجديدة في حين أنه أشار، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي في أنقرة أمس (الإثنين)، إلى التقارير المنشورة عن اكتشاف آثار يورانيوم بتركيز 84% في إيران، ووصفها بأنها "مسألة خطيرة للغاية".
وقال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده تسعى للحصول على مزيد من المعلومات في هذا الصدد، وأنها أجرت اتصالات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وثلاث دول أوروبية في هذا الشأن.
وتتعلق التقارير التي ذكرها بلينكن بما نشرته وكالتا أنباء "رويترز" و"بلومبرغ" نقلا عن مصادر دبلوماسية تحذر من وجود جزيئات يورانيوم بتركيز 84% في المنشآت النووية الإيرانية.
وقالت نعما شاريت ياري، عالمة الفيزياء النووية الإسرائيلية، لصحيفة "جيروزاليم بوست"، يوم الإثنين، إنها لا تعرف على وجه اليقين ما إذا كانت إيران قد قامت بالفعل بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاوة 84% أم أنها وفقًا لادعاءات السلطات الإيرانية، قامت بالتخصيب بنسبة 60% فقط.
ووفقا لما ذكرته شاريت ياري، فإن القنبلة التي أسقطتها أميركا في هيروشيما باليابان وأنهت الحرب العالمية الثانية، كانت تحتوي على يورانيوم بنسبة نقاوة 80%، وإذا كان لدى الأميركيين الوقت للوصول إلى تركيز 93 أو 94%، لكان الضرر اللاحق باليابان قد تضاعف.
وأفادت وكالة "بلومبرغ" للأنباء في 19 فبراير (شباط)، نقلاً عن اثنين من الدبلوماسيين الغربيين، أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشفوا الأسبوع الماضي، آثار يورانيوم بتخصيب 84% في المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يقل بنسبة 6% فقط عن الكمية المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية.
وعقب هذا الخبر أعلنت الوكالة الذرية أنها على علم بهذا التقرير، لكن إيران نفت ذلك.
وقال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن وجود جسيم أو جزيئات من اليورانيوم أعلى من 60% في عملية التخصيب "لا يعني التخصيب فوق 60%".
وعلى الرغم من ذلك، أكدت "بلومبرغ" في تقريرها على رد فعل مفتشي الوكالة، وقالت إنه ينبغي عليهم تحديد ما إذا كانت إيران قد أنتجت عن قصد مثل هذه المادة أو ما إذا كان هذا المستوى من التركيز ناتجًا عن حدث غير مقصود أثناء تخصيب اليورانيوم بمئات من أجهزة الطرد المركزي.