وفقًا للوثائق التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، تواجه إيران أزمة في توريد السلع الأساسية، وقد حذر علي شمخاني في خطاب "سري للغاية" موجه إلى إبراهيم رئيسي، من أن شح الأعلاف الحيوانية أمر مقلق، ومخزونات وإمدادات مسحوق فول الصويا "حرجة للغاية".
وفي هذه الرسالة التي أرسلها إلى "رئيسي" بصفته رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في 5 فبراير(شباط)، كتب شمخاني، أمين هذا المجلس: "إن ما يثير القلق في مؤسسات الثروة الحيوانية هو الذرة، والشعير، ومسحوق فول الصويا، ما سيؤثر على إنتاج لحوم الدجاج والبيض واللحوم الحمراء والحليب ومنتجات الألبان".
وتابع شمخاني: "من بين هذه السلع الثلاث، تعتبر حالة مخزون ومعروض مسحوق فول الصويا حرجة للغاية، وعلى الرغم من تحديد سعر 16300 تومان لتوريد كل كيلو في نظام "بازاركاه"، فإن متوسط سعر التوريد في السوق وصل إلى 25 ألف تومان، ومن المتوقع أن يتجاوز 30 ألفا في الأسابيع القليلة المقبلة وسيشكل ضغطًا كبيرًا على منتجي منتجات البروتين في البلاد".
وكشفت الرسالة أن القطاع الخاص الإيراني "لم يبرم عقودا مع بائعين أجانب للأشهر المقبلة".
وبحسب هذه الوثيقة السرية التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، كتب شمخاني: "مشكلتا القطاع الخاص هما ارتفاع سعر العملة في نظام "نيما" من 24 ألف تومان إلى 28.5 ألف تومان، وعدم تغيير سعر الريال المحدد لبيع هذه البضائع الثلاث، ما سيؤدي إلى تضرر هذا القطاع".
تأتي هذه الرسالة بالتزامن مع نشر تقارير عن زيادة أسعار اللحوم والدجاج في إيران، وحذر مسؤولون نقابيون من أن الطلب على شراء هذه المنتجات البروتينية قد انخفض بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعارها.
وعشية عيد النوروز، اقترح شمخاني على رئيسي زيادة أسعار السلع حتى يكون المنتجون أو المستوردون أكثر استعدادًا لإنتاجها أو توريدها.
رفض أوكرانيا بيع الذرة لإيران
النقطة المهمة الأخرى في رسالة شمخاني هي التأكيد على رفض أوكرانيا بيع الذرة لإيران، ما يدل على التأثير السلبي والمباشر لتدخل النظام الإيراني في الغزو الروسي لأوكرانيا على معيشة المواطنين في إيران.
هذا وقد أثار إرسال طائرات إيرانية مسيرة إلى روسيا، لاستخدامها في حرب أوكرانيا، غضب سلطات كييف.
وكتب شمخاني: "في الوقت الحالي، انتهى توريد الذرة من البرازيل، ويتعين على جميع دول العالم استيراد الذرة التي تحتاجها من أوكرانيا بحلول يوليو المقبل. كما توقف هذا البلد عن تصدير الذرة إلى إيران".
وتابع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: "في حالة توفير العملة الأجنبية المطلوبة، يجب توفير هذا المنتج، بشكل عاجل، من الدول الأخرى التي تستورد الذرة من أوكرانيا، وبسعر أغلى من 30 إلى 40 دولارًا للطن".
تحذير من الاتجاه التصاعدي لترسب البضائع
وفي وثيقة أخرى وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" وتعود إلى شهر ديسمبر، تحدث محمد كاظمي مساعد القائد العام للحرس الثوري، ورئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني، في تقرير آخر صادر عن هذه المنظمة عن الوضع الاقتصادي في البلاد، معلنا عن "تكدس البضائع الأساسية في الموانئ".
وكتب كاظمي: "هناك خشية مع وقوع حوادث أمنية في هذا المجال، مثل التخريب أو الاعتداء على ميناء الخميني، ما يتسبب في اضطرابات كبيرة في المواصلات لفترة طويلة، وقد يواجه الأمن الغذائي للمجتمع تهديدا خطيرا يؤدي إلى انتشار الاحتجاجات الاجتماعية".
وأشارت هذه الرسالة أيضًا إلى "نقص السيولة في الأشهر القليلة الماضية"، و"الديون لسائقي الشاحنات"، كأسباب لتقليل خروج المدخلات من الموانئ.
كما أكد رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني في هذه الرسالة إضراب سائقي الشاحنات في الأشهر الأخيرة. يأتي ذلك في حين أن وسائل إعلام النظام كانت قد نفت في السابق وجود مثل هذه الإضرابات.
جدير بالذكر أنه بعد مرور عدة أشهر على الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية، لم تتوصل مفاوضات إحياء الاتفاق النووي إلى نتيجة، كما ازداد ضغط الولايات المتحدة لمنع تحويل الدولارات إلى إيران من دول مثل العراق.
وبينما قطعت حكومة النظام الإيراني وعودًا بشأن تحرير أصولها، خاصة الدولارات المحجوبة في كوريا الجنوبية، يقترب سعر الدولار في سوق العملات الحرة بطهران من خمسين ألف تومان يومًا بعد يوم.