شهدت عدة مدن إيرانية تجمعات احتجاجية على تردي الأوضاع المعيشية، حيث نظم عدد من المتقاعدين وقفة أمام منظمة الضمان الاجتماعي في الأهواز، فيما تجمع المعلمون العاملون والمتقاعدون في محافظة "فارس" للمطالبة بتحقيق مطالبهم الوظيفية والإفراج عن النشطاء النقابيين وإنهاء "عسكرة" المدارس.
وتجمعت مجموعة من متقاعدي الأهواز، اليوم الأربعاء 22 فبراير (شباط)، أمام مؤسسة الضمان الاجتماعي للاحتجاج على تدني المعاشات وسوء الأحوال المعيشية، ورددوا هتافات منها: "فقط.. الشارع سيساعدنا في أخذ حقوقنا".
كما أظهرت مقاطع فيديو أن المعلمين الإيرانيين المتقاعدين نظموا، اليوم الأربعاء، مسيرة احتجاجية على سوء الأوضاع المعيشية أمام مبنى وزارة التربية والتعليم في طهران. ووفقا للتقارير تعرض المتظاهرون في هذا التجمع لمعاملة عنيفة، وتم ضربهم وإهانتهم من قبل قوات القمع الإيرانية.
وفي الأيام القليلة الماضية، أصدرت نقابة المعلمين في "فارس" دعوة لتجمع حاشد في مقر المديرية العامة للتربية في هذه المحافظة، وطلبت من المعلمين العاملين والمتقاعدين المشاركة في المسيرة لمتابعة مطالبهم.
ومن بين أهم مطالب نقابة المعلمين في هذا التجمع: "تنفيذ خطة معادلة رواتب المتقاعدين، والتنفيذ الكامل لخطة تصنيف الرواتب، ومطابقة زيادة الرواتب السنوية مع نمو معدل التضخم السنوي للبنك المركزي".
كما أثارت هذه النقابة مطالب أخرى لتجمع المعلمين، منها "عدم استدعاء الزملاء العاملين إلى لجنة المخالفات الإدارية، ووقف استدعاء النشطاء النقابيين وعدم ملاحقتهم، وإلغاء الأحكام الصادرة بحقهم، وتطبيق مبادئ الدستور والتعليم المجاني، وإنهاء عسكرة المدارس".
ونصت الفقرة الثامنة من مطالب المعلمين في هذا التجمع على "عدم بيع الممتلكات الحكومية وبدء تطبيق هذه الخطة من المؤسسات التعليمية".
ويأتي هذا الاحتجاج ردًا على الأنباء التي انتشرت في الأسابيع الماضية عن بدء ما يسمى بخطة إنتاجية الأملاك الحكومية، من خلال بيع مدارس خيرية في مختلف المدن، خاصة في المناطق المحرومة، مما أثارت ردود فعل كثيرة.
وبعد نشر دعوة نقابة المعلمين في محافظة "فارس"، أعلن عدد من نقابات المعلمين الأخرى في كردستان ومريوان وسرو آباد دعمهم لهذه الدعوة.
كما نشر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران بيانًا يدعم دعوة معلمي "فارس" وكتب: "إن المعلمين في محافظة فارس، وخاصة النشطاء النقابيين وأعضاء مجلس إدارة هذه المحافظة، عملوا بشكل حاسم العام الماضي لتأكيد حقوقهم غير القابلة للتصرف، لكن النظام، غير القادر على الرد والتحدث وجهًا لوجه مع النقابات، اختار طريقة القمع المكلفة وغير المجدية؛ وكان من الواضح أن النظام سوف يتخذ هذا النهج المكلف بدافع اليأس وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح حيال مؤسسة مدنية مبنية على أساس المنطق والاستدلال".
وأشار المجلس إلى أن النظام قد يستمر في اختيار "طريقة القمع المكلفة ضد منطق النقابات"، مؤكداً أن هذا النهج والعقاب والعنف ضد المعلمين لن يجبرهم على التزام الصمت.
وأضاف: "لن ننسى أنكم أطلقتم النار وقتلتم مدرسًا بجوانرود كان عائدًا من المسجد بعد صلاة المغرب".
كما أشار البيان إلى إسراء بناهي، وهستي حسين بناهي، وكيان بيرفلك، ونيكا شاكرمي، وسارينا إسماعيل زاده، و60 طفلاً ومراهقًا آخرين قُتلوا بوحشية على يد القوات الأمنية، وأكد أنه لن ننسى من قُتلوا في "ثورة جينا" (مهسا أميني)، بل سنكون أكثر إصرارًا من ذي قبل على إحقاق حقوق هؤلاء الأشخاص و"إنشاء مساحة آمنة للأطفال الآخرين".
وبالإضافة إلى دعمه لمعلمي "فارس" لتنظيم تجمع نقابي، يوم الأربعاء، أعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين دعمه "لكل حركة محقة للمواطنين ودعوى أهالي الضحايا"، مطالبا المواطنين في جميع أنحاء إيران بإبداء دعمهم الرمزي لمعلمي محافظة "فارس" بطرق إبداعية.