قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إن برلين أعلنت أن اثنين من موظفي السفارة الإيرانية "عنصران غير مرغوب فيهما" وطالبتهما بمغادرة ألمانيا، ردًا على حكم الإعدام الصادر بحق المواطن الإيراني- الألماني جمشيد شارمهد.
وأعلنت الوزيرة الألمانية، في بيان يوم الأربعاء 22 فبراير (شباط)، أن بلادها استدعت القائم بأعمال السفارة الإيرانية في هذا الصدد، وأبلغته أن "الحكومة الألمانية لا تقبل الانتهاك الواسع النطاق لحقوق مواطن ألماني"، و"نطالب إيران بإلغاء حكم إعدام جمشيد شارمهد وتوفير عملية استئناف عادلة على أساس سيادة القانون".
يذكر أن حكم الإعدام الصادر بحق جمشيد شارمهد، وهو سجين سياسي إيراني ألماني مزدوج الجنسية ويقيم أيضًا في الولايات المتحدة، قابل للاستئناف.
وتوترت العلاقات بين ألمانيا وإيران في الأشهر الأخيرة، واستدعى البلدان مرارًا وتكرارًا سفراء بعضهما البعض.
لكن وزيرة الخارجية الألمانية وصفت سابقًا حكم الإعدام بحق شارمهد بأنه "غير مقبول".
وقالت بيربوك، الثلاثاء 21 فبراير (شباط)، إن طهران تجاهلت الجهود لدعم المواطن الألماني الإيراني المحكوم عليه بالإعدام في إيران، مطالبة سلطات النظام الإيراني بإزالة النواقص في إجراءاتها القضائية والامتناع عن تنفيذ حكم الإعدام على شارمهد.
كانت وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية قد أفادت، الثلاثاء 21 فبراير (شباط)، نقلاً عن القضاء في محافظة طهران، عن صدور حكم بإعدام جمشيد شارمهد بتهمة "التخطيط لعملية تفجيرية في حسينية سيد الشهداء بشيراز"؛ وهو الادعاء الذي نفته عائلة شارمهد مرات عديدة.
وردًا على هذا الحكم، نشرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية بياناً أدانت فيه حكم الإعدام بحق المواطن الإيراني الألماني البالغ من العمر 67 عاماً.
كما انتقدت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية صمت المجتمع الدولي إزاء اختطاف وتعذيب ومحاكمة شارمهد في "محكمة الثورة غير الشرعية".
واعتبر محمود أميري مقدم، مدير هذه المنظمة الحقوقية، "اختطاف والتهديد بقتل جمشيد شارمهد بحكم الإعدام غير القانوني متماشياً مع محاولة النظام الإيراني الابتزاز بهدف تخفيف الضغط السياسي من الدول الأوروبية"، قائلاً: "يجب على الحكومة الألمانية والمجتمع الأوروبي الرد بشكل حاسم على هذا العمل الإرهابي".
وبحسب ما قاله أميري مقدم، فإن أي مرونة في مواجهة إرهاب النظام الإيراني لا تهدد حياة شارمهد فحسب، بل تهدد أيضًا حياة المواطنين مزدوجي الجنسية الآخرين الذين احتجزهم النظام كرهائن.