أفاد موقع "حال وش"، المعني بحقوق الإنسان في إيران، أن إبراهيم ريكي، أحد معتقلي احتجاجات سبتمبر (أيلول) 2022 في زاهدان، والذي أفرج عنه بكفالة في 1 يناير (كانون الثاني)، اعتقل من قبل عناصر مركز شرطة زاهدان، يوم الأربعاء 22 فبراير (شباط)، وتوفي بسبب الضرب المبرح في مركز الشرطة.
وإبراهيم ريكي، هو طبيب يبلغ من العمر 24 عامًا من زاهدان، اعتقل في 13 أكتوبر (تشرين الأول) بسبب علاج جرحى الجمعة الدامية في زاهدان، وأفرج عنه بعد حوالي ثلاثة أشهر.
وكان ريكي قد كتب في آخر مشاركة له على "إنستغرام"، قبل أقل من أسبوع من إعادة اعتقاله وقتله: "لم أكن أعلم أن مساعدة الجرحى وانتقاد قتل إخوتنا وأخواتنا هو أيضًا خطيئة في هذه البلاد... لكن حتى الموت، حتى إعدامي لم يعد مهمًا بالنسبة لي، لأنني مت عدة مرات في هذه البلاد، قدموا لي العديد من الاقتراحات لمغادرة هذه البلاد، لقد أرسلوا لي رسائل من جميع أنحاء العالم، لكنني لن أغادر مدينتي".
وبعد أيام قليلة من كتابة هذه السطور، اعتقل ريكي في 22 فبراير حوالي الساعة 16:30، في شارع كريم بور، واقتيد إلى مركز الشرطة الثاني عشر في منطقة بعثت.
وبحسب مصادر مقربة من إبراهيم ريكي، أكد "حال وش"، الذي يغطي أخبار بلوشستان، أن هاتفه كان مغلقا منذ لحظة اعتقاله و"تعرض للضرب ومات في مركز الشرطة".
وبحسب الأدلة التي حصل عليها "حال وش"، في الساعة 17:30 يوم أمس (الأربعاء 22 فبراير)، حضر عناصر الطب الشرعي إلى مركز الشرطة، و"فحصوا الجثة ولاحظوا أن ملابس إبراهيم ريكي ممزقة"، وأكدوا أنه توفي نتيجة تعرضه للضرب.
وعلى الرغم من أن مخفر الشرطة الثاني عشر ادعى أن أثار الجروح على جثة إبراهيم ريكي كانت "خارج قسم الشرطة"، إلا أن قاضي فرع جرائم القتل، وهو شخص يُدعى جهان تيغ، والقاضي المناوب أكدا أن ريكي توفي نتيجة الضرب "داخل مركز الشرطة".
من جهة أخرى، أكد الطبيب الشرعي أن آثار الضرب "حديثة" وحدثت في الساعات الأولى بعد نقله إلى مركز الشرطة.
كما أفاد "حال وش" أن ضباط شرطة المخفر الثاني عشر ومخابرات زاهدان يحاولون منع عائلة ريكي من متابعة القضية من خلال الضغط عليهم.
ولم يتم تسليم جثته بعد إلى الأسرة، بسبب إصدار أمر بتشريح الجثة لتحديد كيفية وفاة إبراهيم ريكي.
وفي الأيام الماضية أيضاً، ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلية، تعرض سجين من البلوش يُدعى برويز سصفري للضرب في سجن كرمان، وتوفي بسبب نقص الرعاية الطبية.
وبحسب تقرير حقوقية فإن صفري الذي كان يعاني من التهاب المفاصل وفشل كلوي، ساءت حالته في 2 فبراير، لكن بدلاً من نقله إلى المستشفى قامت سلطات السجن بضربه، وبسبب اصطدامه بجسم صلب، دخل في غيبوبة وتوفي أخيرًا في 11 فبراير.
خلال الانتفاضة والاحتجاجات الثورية لشعب بلوشستان، قُتل ما لا يقل عن 132 مواطنًا من هذه المحافظة.
كما أصيب العشرات من المواطنين بالعمى، وقطع النخاع الشوكي، أو بتر أطرافهم نتيجة إطلاق قوات النظام النار على المتظاهرين، خاصة في 30 سبتمبر 2022 (الجمعة الدامية).
على الرغم من هذه القمع وارتفاع عدد القتلى والجرحى، استمرت احتجاجات أهالي بلوشستان، وخاصة في مدينة زاهدان، لمدة 20 يوم جمعة متتالية منذ ذلك الحين.