استمرت الإدانة العالمية للتهديدات ضد "إيران إنترناشيونال"، وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، والاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الإعلام والترفيه والفنون الأسترالي، في معرض إدانتها لهذه التهديدات، على ضرورة حماية سلامة الصحفيين وحرية الصحافة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمره الصحفي، ردًا على سؤال مراسل "إيران إنترناشيونال" حول التهديد من قبل عملاء النظام الإيراني، والذي أدى إلى تغيير موقع أنشطة القناة في بريطانيا: "ندين بشدة التهديد الذي تتعرض له وسائل الإعلام ونواصل دعم حرية الصحافة في العالم".
وأضاف: "النمط السلوكي للنظام الإيراني في قمع وسائل الإعلام في الداخل وتهديد وسائل الإعلام في الخارج هو أحد مخاوفنا الموثقة التي ظلت قائمة منذ فترة طويلة. الآن أثرت هذه التهديدات على أنشطة "إيران إنترناشيونال".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "نحن حريصون وعازمون على التصرف بشكل حاسم إذا قامت إيران أو أي كيان حكومي أو غير حكومي بتهديد الصحفيين على أرضنا. سنفعل كل ما في وسعنا لدعم الإعلام الحر في أميركا وحول العالم".
كما أدان الاتحاد الدولي للصحفيين التهديدات ضد "إيران إنترناشيونال" ووصفها بأنها غير مقبولة.
وطالب أنطوني بيلانغر، الأمين العام لهذا الاتحاد، الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات فورية لحماية الصحفيين على الأراضي البريطانية وضمان حرية الإعلام.
ووصف اتحاد الإعلام والترفيه والفنون الأسترالي، من خلال إرسال رسالة خاصة إلى "إيران إنترناشيونال"، التهديد الإرهابي لمكتب هذه الوسيلة الإعلامية في لندن وكذلك نقل البرامج الإخبارية إلى مكتب واشنطن بأنه مخيب للآمال ووصف التهديد والاعتداء على الصحفيين بأنه اعتداء على حرية الصحافة.
وأكد هذا الاتحاد، الذي يمثل أيضًا الصحفيين الأستراليين، على أهمية الإبلاغ عن العنف المستمر في إيران وأعرب عن قلقه بشأن معاملة النظام الإيراني للصحفيين والإعلاميين.
لكن القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، ردا على التعليق المؤقت لبرامج "إيران إنترناشيونال" من مكتب لندن، والذي حدث بعد تهديدات أمنية، قبل المسؤولية عن هذه التهديدات ووصفها بأنها "تعبير عن القوة، ومجال النفوذ، ومدى تأثير الثورة".
يذكر أن "إيران إنترناشيونال" توقفت عن بث برامجها من لندن ونقلت جميع نشراتها الإخبارية على مدار 24 ساعة إلى مكتبها في واشنطن لحماية سلامة صحفييها.
وجاء هذا القرار بعد تلقي تحذيرات من شرطة العاصمة في لندن أبلغت مديري "إيران إنترناشيونال" بوجود تهديدات خطيرة وفورية على سلامة الصحفيين الإيرانيين العاملين في هذه الوسائط.
وعلى الرغم من الإيقاف المؤقت لأنشطة مكتب لندن، فإن بث قناة "إيران إنترناشيونال" من مكتب القناة في واشنطن سيستمر على مدار اليوم.
وفي قضية التهديدات الأخيرة ضد "إيران إنترناشيونال"، أعلنت شرطة العاصمة لندن، عبر بيان، في 13 فبراير، أن مواطنًا نمساويًا يُدعى محمد حسين دوتاييف حوكم في محكمة في وستمنستر بتهمة محاولة ارتكاب جرائم تتعلق بالعمليات الإرهابية ضد مبنى "إيران إنترناشيونال".
وبحسب البيان الذي نشرته شرطة لندن، فقد ألقت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية القبض على المشتبه به يوم السبت 11 فبراير، واتهمته المحكمة بمحاولة جمع معلومات مفيدة لتنفيذ عمليات إرهابية.
وقال رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، مات جوكس، يوم الخميس، إن إيران حاولت اختطاف أو حتى قتل مواطنين بريطانيين أو مقيمين في بريطانيا 15 مرة على الأقل، مشيرًا إلى أن هذه القوة تتعامل بشكل متزايد مع تهديدات من دول معادية بما في ذلك روسيا، والصين، وإيران.
هذا وكانت السلطات الإيرانية قد هددت، مرارًا وتكرارًا، "إيران إنترناشيونال" وموظفيها، وزادت هذه التهديدات بشكل كبير بعد تغطية انتفاضة الشعب الإيراني في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت سابق، 7 نوفمبر(تشرين الثاني)، أفادت "إيران إنترناشيونال" بتهديد فوري بالقتل ضد اثنين من صحفييها في المملكة المتحدة من قبل الحرس الثوري الإيراني وقالت إن موظفيها أبلغوا بالتهديدات الموجهة إليهم من قبل شرطة العاصمة.
كما أعلنت القناة 11 من تلفزيون إسرائيل في وقت سابق أن الموساد، أبلغ منظمة عمليات مكافحة التجسس والعمليات الأمنية داخل أراضي المملكة المتحدة "إم آي 5" بشأن التهديدات ضد المواطنين الإيرانيين في بريطانيا، وخاصة الصحفيين العاملين في "إيران إنترناشيونال".
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها تهديدات النظام الإيراني ضد الإعلام الناطق باللغة الفارسية في بريطانيا.
فقبل ثلاث سنوات، وفي أعقاب احتجاجات نوفمبر 2019، أدان اتحاد الصحفيين البريطانيين، في بيان، التهديدات ضد موظفي "إيران إنترناشيونال"، والقسم الفارسي بالـ"بي بي سي"، وطالب النظام الإيراني بوقف حملة المضايقات بحق الصحفيين الإيرانيين.
وفي الوقت نفسه، أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين عن حالات مماثلة، قائلاً إن صحفيين إيرانيين يعيشون في ألمانيا، وفرنسا، وجمهورية التشيك، تعرضوا للمضايقة والتهديد بالطريقة نفسها.