خرج أهالي مدينة زاهدان، جنوب شرقي إيران، اليوم الجمعة، للأسبوع الـ21 على التوالي في مظاهرات عقب الصلاة، جاءت رغم الأجواء الأمنية المشددة ومحاصرة مسجد مكي من قبل رجال الأمن واعتقال العشرات من المواطنين.
وفي مدينة كاليكش، شمالي إيران، تظاهر المواطنون مثل أيام الجمعة الماضية، دعما للإمام السني المعزول محمد حسين كركيج وتضامنا مع أهالي مدينة زاهدان.
وجاءت مظاهرات أهالي زاهدان اليوم بعد ورود تقارير ومقاطع فيديو على وسائل التواصل، منذ صباح اليوم، تظهر محاصرة مسجد مكي، من قبل رجال الأمن وانتشار قناصة على أسطح المباني والجبال المطلة على مكان تجمع المواطنين.
يلوشستان: زاهدان وخاش وإيرانشهر وسراوان وراسك وسرباز
شهدت خدمة الإنترنت في مدينة زاهدان وعدد من المدن الأخرى بما فيها سراوان وإيرانشهر وخاش وراسك وسرباز، شهدت خللا ملحوظا أو انقطاعا بشكل كامل منذ صباح اليوم.
وأفاد مواطنون بأن قوات الأمن أغلقت منذ الصباح شوارع مدينة إيرانشهر ومنعت المواطنين من الحضور في مسجد نور لإقامة صلاة الجمعة.
وفي مدينة خاش، أظهرت مقاطع الفيديو الواردة بنشر دوريات لعناصر النظام حول مسجد الخليل الذي يؤم فيه محمد عثمان قلندرزهي الصلاة.
كما أعلنت وسائل إعلام محلية عن تأهب قوات الشرطة والأمنية بشكل كامل في مدن أخرى مثل راسك وسرباز وسراوان.
وتلقت "إيران إنترناشيونال" مقاطع فيديو تظهر انتشار القوات الأمنية على أسطح المباني المطلة على مسيرة الاحتجاجات في مدينة زاهدان.
وعلى الرغم من هذه التهديدات الأمنية ومساعي القوات لمنع إقامة الاحتجاجات، فقد خرج الآلاف من المواطنين في زاهدان، مثل أيام الجمعة السابقة، إلى الشوارع وأكدوا على مواصلة هذه الاحتجاجات حتى الإطاحة بالنظام الإيراني.
ورفع المحتجون في زاهدان شعارات مناهضة، منها: "أيهاء الباسيجي والحرس الثوري أنتم دواعشنا"، و"نقسم بدماء الرفاق، صامدون حتى النهاية"، و"الموت للحرس الثوري"، و"الموت للباسيجي"، و"الاعتداء والجريمة.. الموت لولاية الفقيه". كما رفع المحتجون شعار: "الموت لخامنئي".
وبحسب الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد رفع أحد المواطنين في زاهدان لافتة كتب عليها: "لقد قتلوا مهسا ونيكا وخدانور.. ونسوا أنهمم قتلوا بذورا".
وأظهر مقطع فيديو من احتجاجات زاهدان اليوم أن المتظاهرون رفعوا شعار "عديم الشرف" بوجه أحد العناصر الأمنية المسلحة الذي كان يراقب الاحتجاجات من فوق سطح أحد المباني.
وقبيل الصلاة، وردت تقارير ومقاطع فيديو تظهر محاولة القوات الأمنية بالزي المدني وقوات الحرس الثوري اجتياز الجدران والدخول إلى مصلى زاهدان، ولكنهم لاذوا بالفرار بعد طردهم من قبل حرس المصلى والمواطنين.
وعقب الانتشار المكثف لقوات الأمن الإيراني في المدينة، أصدر مكتب رجل الدين السني، عبدالغفار نقشبندي، بيانا عاجلا حذر فيه: "في حال استمرار الحصار الأمني على مسجد مكي وقمع المواطنين، [يجب] إذن انتظار إصدار فتوى تاريخية".
كما دعا نقشبندي جميع المواطنين في بلوشستان إلى الانضمام للاحتجاجات.
كلستان: كليكش
وفي مدينة كاليكش بمحافظة كلستان، شمالي إيران، نظم أهالي المدينة تجمعات كما الأسابيع السابقة، أمام منزل رجل الدين السني محمد حسين كركيج المعزول من إمامة صلاة الجمعة.
ورفع المحتجون شعارات عبروا فيها عن دعمهم لكركيج، منها: "أيها الإمام الغيور، كلامك هو كلام الشعب"، و"حرية المعتقد من حقوقنا".
كما أعرب أهالي السنة في كاليكش عن تضامنهم مع احتجاجات أهالي زاهدان وإمام أهل السنة، مولوي عبدالحميد.
وسبق أن نظم أهالي هذه المدينة احتجاجات نددوا فيها باستمرار الإقامة الجبرية المفروضة على كركيج وحرمانه من إمامة صلاة الجمعة في المدينة.