استمر النظام الإيراني في الضغط على المواطنين والنشطاء والفنانين الداعمين لانتفاضة الشعب الإيراني، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تعميما بحظر التعامل مع 53 شخصًا، من بينهم عدد من الفنانين مثل ترانه عليدوستي، وأصغر فرهادي، وكيهان كلهر.
ونشر مهدي يراحي، المطرب الذي أيد انتفاضة الشعب الإيراني، على حسابه على "إنستغرام"، يوم الإثنين، صورة لجزء من هذا التعميم الخاص بمنظمة التسجيل العقاري.
وأعلن يراحي أنه تم حظر التعامل معه ومع وترانه عليدوستي، وأصغر فرهادي، وكيهان كلهر، وكتب: "أنا راضٍ عن جريمتي".
وبناءً على هذه الصورة، يتضمن هذا التعميم "أسماء 53 شخصًا يُمنع التعامل معهم، لاتخاذ الإجراءات قانونية بحقهم".
في الأشهر الستة الماضية، عندما كانت إيران مسرحًا لانتفاضة شعبية ضد النظام الإيراني، مارس النظام ضغوطًا على العديد من الفنانين من خلال اعتقالهم واستدعائهم وسجنهم ومنعهم من العمل، وذلك لمنع دعمهم لهذه الانتفاضة.
ووصلت هذه الضغوط أيضًا إلى المذيعين. وفي وقت سابق، كتب مجتبي بوربخش في تغريدة ساخراً: "هناك شخص حياته كلها كانت مرتبطة بالمحسوبية والعلاقات، ثم يقول لي، أنا الذي أصبحت عاطلاً عن العمل ومفلساً منذ 40 يومًا، وأكافح السرطان، كان من الأفضل ألا تتصرف على هذا النحو، التزم الصمت مثل أي شخص آخر! أنت لا يمكنك أن تفهم ما هي الإنسانية على الإطلاق؛ أنا لا أريد أن أكون أبكم مثلك ومثل الآخرين".
وتمت إقالة مقدم برنامج "فوتبال يك" هذا، منذ فترة بسبب نشر تدوينة تدعم احتجاجات الشعب وعلى كريمي، بقرار من مديري إذاعة وتلفزيون إيران.
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يحظر فيها النظام الإيراني التعامل مع الفنانين أو غيرهم من النشطاء وحتى بعض الصحافيين، بسبب الاحتجاجات العامة.
في عام 2019، منعت السلطة القضائية الإيرانية موظفي "إيران إنترناشيونال" من التعامل في إيران بسبب تغطيتهم لاحتجاجات ذلك العام.
وأعلنت وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية أن "العناصر الأساسية والفعالة لهذه القناة" واجهت "قيوداً قضائية وقانونية على ممتلكاتها".
وردت "إيران إنترناشيونال"، في بيان، على سلوك النظام الإيراني والضغط على موظفيها.
وجاء في جزء من هذا البيان: "في الأيام الأخيرة، قام عملاء وزارة المخابرات في إيران بمضايقة أفراد عائلات بعض موظفي قناة "إيران إنترناشيونال" في طهران ومدن أخرى.
وفي عدة حالات، أخذوا أفراد الأسرة من الشارع أو من مكان عملهم إلى مراكز المخابرات وهددوهم بالاتصال بموظفي "إيران إنترناشيونال" والقول إنه يجب عليهم التوقف فوراً عن تعاونهم مع هذه القناة".
قبل ذلك، اتخذ النظام الإيراني مثل هذه الإجراءات ضد وسائل الإعلام الأخرى الناطقة بالفارسية في الخارج. وفي أحد الأمثلة، تم حظر التعامل مع موظفي "بي بي سي" فارسي وراديو "فردا" من قبل القضاء. وفي القائمة الحالية المكونة من 53 شخصًا، يمكن رؤية أسماء بعض موظفي قناة "من وتو".