بعد مرور أكثر من 14 أسبوعا على بدء الهجمات الكيماوية على مدارس البنات في إيران، أدلت السلطات الإيرانية بتصريحات ومواقف متناقضة إزاء هذه الهجمات.
فقد نسب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، اليوم الثلاثاء 14 مارس (آذار) تسميم الطالبات إلى معارضي النظام، في الوقت نفسه نفى المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران وجود "التسمم" إطلاقا.
وخلال مؤتمره الصحافي، اليوم الثلاثاء، طلب المتحدث باسم القضاء الإيراني، مسعود ستايشي من الصحافيين، استخدام مصطلح "تدهور الصحة" أو "الشعور بالتسمم" بدلا من "التسمم"، وقال: "إن التسمم قضية ذات أعراض محددة، حيث تحدد المختبرات المتخصصة في مجال التسمم ما إذا كان هناك تسمم أم لا".
وزعم ستايشي: "حتى الآن، لم يرد لدينا أي تقارير أو نتائج علمية تثبت وجود التسمم".
وتأتي هذه المزاعم بينما أعلن بعض المسؤولين في إيران، بمن فيهم برلمانيون إيرانيون، عن تحديد غازات وسموم أدت إلى نقل الطالبات للمستشفيات.
وأكد عضو لجنة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان الإيراني، محمد حسن آصفري، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" أن بعض حالات التسمم ناجمة عن استخدام مادة "النفثالين وكذلك مادة تسمى برنج".
وزعم في الوقت نفسه أن بعض أحداث التسمم ناجمة عن "شغب الطالبات بهدف إغلاق المدارس قبل الموعد"، مضيفا: "بعض حالات التسمم جاءت لهدف ولغرض ما.
وقد تم اعتقال أكثر من 100 شخص تقريبا على خلفية هذه الأحداث بينهم طالبات قمن بهذا الأمر بسبب المشاغبة، وقد تم الإفراج عنهن بعد أخذ التزامات كتابية".
وكغيره من المسؤولين الإيرانيين، حمل آصفري المتظاهرين في الانتفاضة الشعبية، مسؤولية الهجمات الكيماوية على المدارس، وقال: "بعض حالات التسمم تتعلق بأولئك الذين لعبوا دورا في أعمال الشغب الأخيرة وبعض المنظمات غير القانونية النشطة".
وأكد آصفري أن "العناصر الرئيسية لم يتم اعتقالها بعد"، وقال: "بعض الحالات كانت مرتبطة بعناصر أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وبعضها لم يتضح بعد بشكل دقيق، ويجري النظر في هذه القضية في الوقت الراهن".
من جهته، اتهم المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، المعارضين الإيرانيين بالتورط في حالات تسمم الطالبات في إيران، وقال إن الذين رفعوا شعار "المرأة والحياة والحرية" سعوا من خلال "إثارة أجواء المدارس" إلى تأجيج الأوضاع، لكن "نشهد حاليا هدوءا نسبيا بهذا المجال".
كما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن اعتقال "8 أشخاص في محافظة فارس" سماهم "المتورطين المحتملين" في أحداث التسمم، رافضا الإشارة إلى المتورطين الرئيسيين في الأحداث.
وأدت الهجمات الكيماوية على مدارس البنات التي بدأت منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى تسميم نحو 13 ألف طالبة في إيران، بحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة الإيرانية.
وزعم حسين فرشيدي، مساعد وزير الصحة الإيراني، أمس الإثنين أن حالات التسمم لم تسفر عن وفيات، لكن 13 ألف طالبة خضعن للعلاج.
وأضاف أيضا أن ما يقارب من ألف طالبة تمت معالجتهن ميدانيا في المدرسة.