بينما اكتشف مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزيئات من اليورانيوم المخصب بتركيز 84% في المنشآت النووية الإيرانية، ادعى بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن طهران "لم يكن لديها أدنى انتهاك لالتزاماتها النووية".
وأدلى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهذا الادعاء، حسب قوله، بناءً على "15 تقريرًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وأضاف أن "تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في فوردو كان أيضًا رداً على قرار مجلس الحكام."
وبخصوص تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال كمالوندي: "المشكلة لدينا هي أن الوكالة ليست واضحة في مواقفها. نحن نفضل أن يكتبوا ما يقولونه شفهياً في تقرير مكتوب، مثل المحتوى الذي أثير في الاجتماع الفني السابق لمجلس المحافظين، لكن للأسف، هذا ليس هو الحال".
واتهم مرة أخرى، مثل غيره من المسؤولين الإيرانيين، الولايات المتحدة وأوروبا بالمأزق في الملف النووي الإيراني وقال: "كان الأوروبيون ينتقدون الولايات المتحدة في تصريحاتهم لانسحابها من الاتفاق النووي، لكنهم الآن يتصرفون كما لو أن إيران هي المسؤولة عن الوضع الحالي".
كما ادعى محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن إيران حققت "130 إنجازًا تكنولوجيًا وصناعيًا" في مجال الطاقة النووية، وأن هذا النظام "لم يشهد حتى الآن هذا المستوى من النتائج".
في السنوات الأخيرة، خفضت إيران التزاماتها النووية وزادت سرعة وكمية تخصيب اليورانيوم.
وقد أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في الأسبوع الماضي، في ردها على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس المحافظين حول قيام إيران تخصيب اليورانيوم بما يقرب من 84%، عن قلقها البالغ في هذا الشأن وطالبت النظام الإيراني بتوفير كل سبل الوصول اللازمة للوكالة للمراقبة والتحقق.
في الوقت نفسه، لم تصدر الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية قرارًا يدين طهران، لكنها أكدت أنها قد تفعل ذلك في اجتماعات مقبلة.
في وقت سابق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن العديد من الدبلوماسيين الغربيين قولهم إنه في حين أن الأوروبيين يؤيدون إصدار بيان ينتقد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية الطاقة الذرية، ردًا على تخصيب اليورانيوم بنسبة 84٪ من قبل إيران، إلا أن الولايات المتحدة غير مستعدة للقيام بمثل هذا الإجراء.
بعد تقديم تقرير الضمانات للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس المحافظين، طالبت الولايات المتحدة- في بيان- بالتعاون الكامل والفوري للنظام الإيراني مع مفتشي الوكالة، وشددت على أنه يتعين على طهران تقديم كل الوثائق والمعلومات والأجوبة التي يريدها المفتشون خاصة فيما يتعلق بالمراكز النووية الثلاثة غير المعلن عنها.
في غضون ذلك، أكد السناتور الجمهوري الأميركي، رون جونسون، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، أنه "ربما" لا يستطيع جو بايدن فعل أي شيء لمنع إيران من التحرك نحو الأسلحة النووية، قائلاً: "يجب أن يكون الاتفاق مع طهران هو خطوتنا الأخيرة. قبل أن نضخ عشرات المليارات من الدولارات في قواتهم العسكرية".
كما أعلنت بريطانيا وألمانيا وفرنسا في بيان مشترك في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تزال غير مقتنعة بتفسير النظام الإيراني بأن التخصيب بنسبة 84% جاء عن طريق المصادفة، وطالبت إيران بالتعاون الكامل مع الوكالة في هذا الصدد وتقديم تفسيرات تقنية صحيحة.
وأكد البيان المشترك للدول الثلاث أن التخصيب بنسبة 84٪ بعد الاستمرار في تكديس اليورانيوم المخصب بنسبة 60% ليس له أي مبرر مدني، ويقوض حجة طهران بأن برنامجها النووي له أغراض سلمية فقط.
وأعلن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مؤتمر صحافي بعد زيارته لطهران أنه اتفق مع السلطات الإيرانية على الوصول إلى المزيد من المعلومات وتبادلها، وإرسال فريق خبراء إلى إيران، وإعادة تشغيل معدات المراقبة، وزيادة عمليات التفتيش في موقع "فوردو" بنسبة 50%.