وصف عبد الحميد إسماعيل زاهي، زعيم أهل السنة في زاهدان، خلال صلاة الجمعة الأولى من عام 1402 الإيراني، اليوم 24 مارس (آذار)، وصف مقتل المحتجين وسوء معاملة معتقلي الانتفاضة الشعبية، من قبل سلطات النظام الإيراني، بأنه "خطأ كبير، وخطيئة جسيمة".
وقال إنه رغم تراجع الاحتجاجات في الشوارع، فإن قلوب الجميع "جريحة وتتألم".
هذا ولم تتم إذاعة خطاب إمام جمعة أهل السنة في المصلى على الهواء مباشرة بسبب تعطل الإنترنت في هذه المدينة. وأفادت بعض وسائل الإعلام المحلية بأنه بسبب زيادة أعداد مسافري النوروز في زاهدان، فقد قطعت السلطات الأمنية الإنترنت عن المدينة، لكن المواطنين موجودون في المصلى كما في الأسابيع السابقة.
قتل الناس أكبر خطيئة للنظام
كما وصف خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان عام 1401 الشمسي، بأنه كان عاما مليئا بالتوترات، حيث اندلعت فيه الاحتجاجات، وشعر الشعب الإيراني بالصعوبات في كثير من القضايا، وكان تحت ضغوط شديدة في الاقتصاد والمعيشة، وقد خسر المواطنون أموالهم وكانوا يشعرون بالعوز حتى في حياتهم البسيطة.
وإلى جانب القضايا الاقتصادية، وصف مولوي عبد الحميد وجود الفساد الإداري، والشعور بفقدان الموارد الوطنية، والسياسات الداخلية والخارجية للنظام الإيراني بأنها عوامل ضغطت على الناس ودفعتهم إلى الاحتجاج.
ووصف الاحتجاج السلمي بأنه حق قانوني استخدمه المواطنون العام الماضي للمطالبة بحقوقهم. لكن "لسوء الحظ ، تم التعامل مع احتجاج الشعب بشكل عنيف".
وكما في خطبه السابقة، قال إسماعيل زاهي: "كان من الجدير أن تستمع السلطات إلى الناس وأن لا تدع الاحتجاجات تستمر طويلاً، لكن الكثير قُتلوا هذا العام بسبب الاحتجاجات في زاهدان بغير ذنب. هذا يدل على حجم الخطأ في بلدنا. قتل الناس هو أكبر خطيئة".
الإيرانيون تحمّلوا نظام الجمهورية الإسلامية 44 عامًا
وتابع مولوي عبد الحميد: "هناك احتجاجات في كل مكان في العالم، لكنهم يستمعون إلى الناس ولا يقتلونهم كما في إيران. قتل المحتجين في إيران كان خطأ كبيرا. ما كان يجب أن يطلقوا الرصاص الحي ويقتلوا المواطنين. دخل كثير من المواطنين إلى السجن وعومل المعتقلون بقسوة.. كانت أحداثا مؤلمة".
وأشار خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان إلى الفيديوهات التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي حول زيارة عائلات قتلى الاحتجاجات لقبور أبنائهم، قائلاً: "لقد حزن الكثير من الناس هذا العام، وخلافا لتقاليد وثقافة النوروز، حيث يفرح المواطنون بقدوم العام الجديد، كان الكثير منهم يبكون عند قبور أبنائهم".
ووصف مولوي عبد الحميد هؤلاء الأشخاص المفجوعين بأنهم من "أفضل شعوب العالم" الذين "تحملوا" نظام الجمهورية الإسلامية لمدة 44 عامًا، وقال: "هؤلاء الناس تحملوا النواقص والقصور والتمييز، وتجاهلوا نقاط الضعف، والآن عندما نزلوا إلى الشارع للاحتجاج، كان ينبغي أن يعاملوا معاملة حسنة".
الاحتجاجات تراجعت لكن قلوب الجميع جريحة
وقال خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان: "صحيح أن احتجاجات [الشوارع] قد تراجعت، لكن قلوب الجميع جريحة وتتألم، وكان من المناسب أن تستسلم السلطات لإرادة الناس لتخفيف هذه المعاناة، لأن إرادة الجمهور وأغلبية الشعب كانت على حق وينبغي الخضوع لها".
وقال إسماعيل زاهي، مرة أخرى، إن جذور "الاقتصاد المريض للبلاد" تكمن في القضايا السياسية والسياسات الخارجية والداخلية للنظام الإيراني، مضيفاً أن هذه الأزمة لن تحل ما لم تكن للنظام علاقة طبيعية مع العالم.
ومضى في التأكيد على أن هذه العلاقة الطبيعية مع العالم لا ينبغي أن تقتصر على "عالم الدول الجائعة" التي تتخلف عنا اقتصاديًا، بل يجب أيضًا إقامة علاقة جيدة مع العالم المتقدم.