على الرغم من مرور أشهر على توقف المفاوضات النووية الإيرانية مع القوى العالمية، قال المندوب الروسي في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، ميخائيل أوليانوف، إن هذه المفاوضات "وصلت لطريق مسدود، لكن الشركاء الغربيين يرفضون إعلان موتها".
وأضاف أوليانوف في مقابلة مع صحيفة "إزفيستيا" الروسية: "يبدو أن فرصة استكمال عملية المفاوضات لا تزال قائمة اليوم، وإن كانت ضئيلة للغاية".
وتابع: "استئناف هذه العملية يواجه في المقام الأول معارضة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا. وهي ثلاث دول فقدت الرغبة على ما يبدو باستعادة الاتفاق النووي".
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت أطراف التفاوض لا تزال ملتزمة باقتراح جوزيف بوريل باعتباره أساس المفاوضات، قال أوليانوف إن هذا الاقتراح جاء نتيجة "مفاوضات مكثفة وطويلة في فيينا شاركت فيها روسيا وإيران والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والجهاز الخارجي للاتحاد الأوروبي الذي عمل كمنسق للمفاوضات. لذلك، من الخطأ تمامًا تسمية هذا المقترح باسم جوزيف بوريل".
كما قال الممثل الروسي في فيينا: "لا تزال مسودة هذا الاتفاق مطروحة على طاولة المفاوضات رسميا، والتي تنص على عودة إيران التدريجية إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات الأميركية غير القانونية ضد إيران".
وبينما كانت محادثات إحياء الاتفاق النووي قد توقفت قبل الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) الماضي عقب مقتل الشابة مهسا أميني، فقد أدى قمع هذه الاحتجاجات من قبل النظام الإيراني إلى أن تعلن واشنطن أن المفاوضات النووية خرجت من أولويات البيت الأبيض.
كما صعدت الدول الغربية الضغوط على إيران في الأشهر الأخيرة عبر فرضها عقوبات على طهران بسبب إرسالها أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا وكذلك القمع الدموي للاحتجاجات في إيران.
وعلى الرغم من تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية في الأيام الأخيرة، قال جوزيف بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، حول تأثير عودة العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية على الاتفاق النووي: "إن عودة العلاقات بين البلدين جيدة لكل شيء، لكن الاتفاق النووي له آلياته الخاصة".
وسبق للرياض وغيرها من دول المنطقة أن انتقدت الاتفاق النووي بسبب عجزه على تقليص تدخلات طهران في المنطقة.
وياتي تعثر المفاوضات النووية مع إيران لإحياء الاتفاق النووي بعدما تصاعدت التوترات أيضًا بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأشهر الأخيرة، كما زادت إيران من سرعة وكمية تخصيب اليورانيوم.