أظهر الكتاب السنوي للهجرة من إيران أن "طريقة الحكم" و"وجود فساد متجذر في البلاد" هما سببان رئيسيان لهجرة الإيرانيين إلى خارج البلاد خلال السنوات الأخيرة. كما تُعتبر إسرائيل واحدة من 10 وجهات الإيرانيين للهجرة، فيما ارتفع عدد المهاجرين الإيرانيين في تركيا 5 أضعاف خلال 7 سنوات.
وبحسب هذا التقرير السنوي، سجل عدد الإيرانيين في تركيا عام 2021 نموا وصل إلى 5 أضعاف مقارنة بعام 2014، ووصل إلى 155 ألف نسمة.
وأصبحت تركيا منذ عام 2019، الوجهة المفضلة للمهاجرين الإيرانيين لدرجة أن عدد الإيرانيين في تركيا، بين عامي 2019 إلى 2021، ارتفع أكثر من عدد الإيرانيين الموجودين في دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا.
وبحسب الكتاب السنوي للهجرة للعام الإيراني الماضي (انتهى في 20 مارس/آذار الحالي)، فقد تم من عام 2010 إلى 2021 إصدار ما متوسطه 86 ألف تأشيرة أو تصريح إقامة غير سياحي للإيرانيين في أوروبا وأمريكا. وعلى هذا الأساس، وباستثناء تركيا، بلغ تدفق المهاجرين الإيرانيين إلى هذه الوجهات نحو 65 ألف شخص سنويا.
وسجل عدد الإيرانيين في الفترة نفسها نموا يصل إلى 11.5% في أميركا، و77% في كندا، و2.5% في بريطانيا.
علما أن الكتاب السنوي للهجرة نشره مرصد الهجرة الإيراني وهو معهد أبحاث يعمل في مجال بيانات الهجرة.
ويقوم هذا المعهد البحثي بإجراء مثل هذه الأبحاث منذ عام 2018 بالتعاون مع "جامعة شريف" الإيرانية.
ووفقًا للكتاب السنوي للهجرة الإيراني واستناداً إلى تجميع البيانات الدولية والمصادر الإحصائية في البلدان الوجهة فقد كان كل من الإمارات وأميركا وكندا وألمانيا وتركيا وبريطانيا والسويد وأستراليا وإسرائيل والكويت هي الدول العشر الأولى التي استضافت أكبر عدد من المهاجرين الإيرانيين بين عامي 2018 إلى 2021.
ومن بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فقد استضاف كل من ألمانيا والسويد وهولندا وفرنسا أكبر عدد من المهاجرين الإيرانيين في عام 2021، وتعتبر ألمانيا الوجهة الأولى لهجرة للإيرانيين إلى أوروبا.
وكما في عام 2020، فقد كانت دول تركيا وألمانيا وبريطانيا وإيرلندا الشمالية والعراق والولايات المتحدة في عام 2021 هي الوجهات الخمس الرئيسية للمواطنين الإيرانيين الذين دخلوها بحالة لجوء.
علما أن حالة اللجوء تشير إلى الشخص الذي تقدم بطلب للحصول على اللجوء، ولكن لا يزال لم يتم قبول طلبه.
وفي مؤشر اللاجئين في عام 2021 أيضا، كانت ألمانيا وبريطانيا وإيرلندا الشمالية وأستراليا والسويد والنمسا هي الوجهات الخمس الأولى التي استضافت مواطنين إيرانيين في وضع "اللاجئ". ووضع "اللاجئ" هو الشخص الذي تمت الموافقة على طلب لجوئه.
وبحسب الكتاب السنوي للهجرة، فإن الأسباب الرئيسية لهجرة الإيرانيين هي كالتالي: طريقة الحكم، ووجود فساد متجذر في البلاد، وتحقيق المزيد من الرفاه والأمن، ووجود تمييز مهني واجتماعي، ونوعية أفضل للحياة في الخارج، وتقلبات أسعار العملات الأجنبية، والتضخم، والأوضاع الاقتصادية، وأوضاع العقوبات، ومستوى الرواتب، وعدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد.
ووفقًا لدراسة خبراء الكتاب السنوي للهجرة من إيران، فإن أنماط الهجرة الإيرانية ستشهد تغييرات واسعة النطاق في المستقبل، وستكون دول منطقة الشرق الأوسط واحدة من الوجهات الرئيسية لجذب المهاجرين الإيرانيين بسبب قربها الجغرافي والقرب الثقافي إلى حد بعيد.
وبحسب الدراسات، قد تكون السعودية والإمارات، باعتبارهما قطبين جديدين للعلوم والتكنولوجيا، الخيارين الرئيسيين لاستقطاب الموارد البشرية الإيرانية.
ومن أجل تحقيق أهدافها في التنمية الحضرية، قد تحتاج هذه البلدان إلى استقطاب متخصصين ومواهب مختلفة من جميع أنحاء العالم، وتسعى إلى جذب القوى الموهوبة والمبتكرة والمبدعة ومن خلال توفير خدمات وفيرة لهم.