اعتبرت وزارة الداخلية الإيرانية، في بيان لها، أن الحجاب الإجباري "من أسس حضارة الشعب الإيراني" و"أحد المبادئ العملية لنظام الجمهورية الإسلامية"، وأكد البيان: "لم ولن يكون هناك أي تراجع أو تسامح في المبادئ والقواعد الدينية والقيم التقليدية".
جاء هذا البيان بالتزامن مع الانتفاضة الشعبية المدعومة بشعار "الحياة، المرأة، الحرية"، حيث تتزايد معارضة الحجاب الإجباري بين النساء بشكل غير مسبوق في إيران.
إلا أن وزارة الداخلية الإيرانية حاولت عبر بيانها جعل قضية الحجاب جزءًا من مطالب الشعب الإيراني و"أحد محاور حرب العدو ضد الأمة".
كما وصفت الوزارة شعار "الحياة، المرأة، الحرية" الذي انتشر بين المحتجين بعد مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق بأنه "ديماغوجية مخادعة". حسب تعبير الوزارة الإيرانية.
وجاء في هذا البيان: "لا شك أن الحجاب من ركائز حضارة الشعب الإيراني وأحد اللبنات الحيوية في بناء الأسرة".
كما دعت وزارة الداخلية الإيرانية إلى "الحوار الإيجابي حول موضوع الحجاب" وأضافت: "يجب حماية الحجاب والعفة لتعزيز أسس الأسرة".
في غضون ذلك، يتم نشر العديد من التقارير اليومية للمواطنين حول التعامل العنيف ضد النساء اللواتي لا يخضعن للحجاب الإجباري في الشوارع والأماكن العامة. من ناحية أخرى، يستمر إغلاق مراكز الخدمة والمحلات التجارية بسبب عدم مراعاة الحجاب الإجباري وإرسال رسائل نصية تحذيرية لأصحاب المركبات.
وأعرب بعض المسؤولين في النظام، مؤخرًا، عن قلقهم إزاء ارتفاع درجة الحرارة مع بداية فصل الصيف، وفقدان المسؤولين السيطرة على الحجاب الإجباري في الشوارع.
من جانبه أعرب مستشار المرشد الإيراني في صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، عن امتعاضه من ظاهرة خلع الحجاب الإجباري تحديا لقوانين النظام، وقال للصحيفة: "عندما تزورون إيران في العام القادم لن تروا النساء وهن بلا حجاب في الأماكن العامة".
ومنذ بداية الانتفاضة الثورية الإيرانية في سبتمبر العام الماضي، والتي بدأت بمقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، رفضت العديد من النساء الإيرانيات ارتداء الحجاب الإجباري في الشوارع والأماكن العامة.