بالتزامن مع العصيان المدني على نطاق واسع من قبل العديد من الإيرانيين بعدم مراعاة الحجاب الإجباري في الأماكن العامة، كثفت سلطات النظام الإيراني من تهديداتها ضد المواطنين، وعمدت إلى التوسع في إغلاق المحال التجارية التي "لا يراعى" فيها الحجاب الإجباري.
هذا و أعلن كريم أحمدي، قائد وحدة المقاومة في حرس كاشان، أثناء زيارته لـ"باغ فين" عن إغلاق أكثر من 40 وحدة تجارية بسبب "عدم الالتزام بالحجاب" من قبل عملائها. وقال إنه خلال الشهر الماضي، تمت 600 زيارة للمحال التجارية في هذه المدينة من قبل فرق مختلفة، بما في ذلك الباسيج ومقرات "الأمر بالمعروف"، وهذه العملية مستمرة.
وفي غضون ذلك، وبأمر من المدعي العام في كاشان، تم إغلاق مجمع كاشان مول، وهو أكبر مجمع تجاري وسياحي في هذه المدينة، بسبب "عدم مراعاة التقاليد الإسلامية".
وتلقت "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو من كرمانشاه يظهر فيه موظفو موقع طاق بستان التاريخي وهم يمنعون النساء اللاتي لا يلتزمن بـ"الحجاب الإجباري" من دخول هذا الموقع القديم.
وفي الوقت نفسه، تواصل سلطات النظام الإصرار على تمسك المواطنين بالحجاب الإجباري. ووصف إبراهيم رئيسي التمسك بفرض الحجاب بأنه "واجب"، وقال: "الحجاب ضرورة دينية ومسألة شرعية".
وفي غضون ذلك، أكد على الشعور بالمسؤولية تجاه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في شهر رمضان، وقال: "بالحجاب، ستظهر فتياتنا ونساؤنا مرة أخرى الالتزام بالقانون والمتطلبات الدينية".
من جهة أخرى، أعلنت النائبة زهرة الهيان أن النواب سيعقدون اجتماعات مع وزير الداخلية ووزير الإرشاد وشرطة الأخلاق والقضاء، بخصوص الحجاب. وقالت إن "الجماعات الشعبية" تلعب أهم دور في خلق ثقافة الحجاب.
كما هدد أصغر عسكري، خطيب جمعة رفسنجان، بإغلاق الأماكن التاريخية إذا لم يتم الالتزام بالحجاب الإجباري فيها، وقال: "من غير المقبول أن يظهر قلة من الناس كسياح بأي لباس يريدونه. وإذا لم يتخذ المسؤولون في هذه الأماكن أي إجراء، فسنتخذ إجراء ونغلق ذلك المكان".
وانتقد محمد حجتي، خطيب جمعة كرمانشاه صمت المؤسسات الثقافية حيال "خلع الحجاب"، قائلاً إن "جهود العدو الثقافية ضد الحجاب في الأشهر الأخيرة كانت غير مسبوقة، لذا يجب أن لا نسكت".
كما قال غلام علي صفائي، ممثل خامنئي في بوشهر: "الأعداء يريدون هزيمتنا من خلال خلع الحجاب، وبالنظر إلى الهزائم العديدة للعدو في مختلف المجالات والجبهات، فخيبة الأمل من نصيب العدو والأمل من نصيبنا".
يذكر أنه منذ وفاة مهسا أميني في حجز دورية الإرشاد وبدء انتفاضة الشعب الإيراني، ظهر الكثير من المواطنات في الأماكن العامة دون الحجاب الإجباري في عصيان مدني واسع النطاق.
ومن ناحية أخرى، انتشرت في الأيام القليلة الماضية أخبار كثيرة عن إغلاق أماكن سياحية ومطاعم ومقاهٍ بسبب استقبال نساء "غير محجبات"، واشتباكات شعبية مع "الآمرين بالمعروف".