بعدما أعلن موقع "أكسيوس" الإخباري عن خطة حكومة بايدن الجديدة للتوصل إلى اتفاق مؤقت مع طهران، نفى متحدث بالخارجية الأميركية، لم يكشف عن اسمه، هذه الأنباء.
وقال هذا المتحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"صوت أميركا": "ليس من المقرر أن نخوض في تفاصيل المحادثات الدبلوماسية أو نرد على إشاعات معظمها كاذبة".
وتابع: "بالطبع، ما زلنا قلقين من توسع أنشطة إيران النووية، بما في ذلك استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة وتخزين يورانيوم عالي التخصيب، وذلك في حال أن طهران لا تملك هدفا وجيها لذلك".
وأكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. وأضاف: "نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف، لكن الرئيس بايدن قال بصراحة إنه لا يوجد خيار قد تم شطبه من على الطاولة".
وكان موقع "أكسيوس" قد نقل، أمس الاثنين 3 أبريل (نيسان)، عن 10 مسؤولين إسرائيليين وأوروبيين، قولهم إن الحكومة الأميركية ناقشت مع شركائها الأوروبيين والإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة، خطة للتوصل إلى اتفاق مؤقت مع إيران يتضمن إلغاء بعض العقوبات مقابل وقف أجزاء من البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب التقرير، تخطط الولايات المتحدة لإلغاء جزء من العقوبات مقابل وقف أجزاء من البرنامج النووي لإيران، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.
وقال مسؤول إسرائيلي ودبلوماسي غربي إن السلطات الإيرانية على علم بالمحادثات الأميركية لكنها رفضت الفكرة حتى الآن.
ويأتي تقرير "أكسيوس" بعد تصريحات المندوب الروسي في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، ميخائيل أوليانوف، قبل أيام، أن هذه المفاوضات "وصلت لطريق مسدود، لكن الشركاء الغربيين يرفضون إعلان موتها".
وأضاف أوليانوف في مقابلة مع صحيفة "إزفيستيا" الروسية: "يبدو أن فرصة استكمال عملية المفاوضات لا تزال قائمة اليوم، وإن كانت ضئيلة للغاية".
وتابع: "استئناف هذه العملية يواجه في المقام الأول معارضة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا. وهي ثلاث دول فقدت الرغبة على ما يبدو باستعادة الاتفاق النووي".
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت أطراف التفاوض لا تزال ملتزمة باقتراح جوزيف بوريل باعتباره أساس المفاوضات، قال أوليانوف إن هذا الاقتراح جاء نتيجة "مفاوضات مكثفة وطويلة في فيينا شاركت فيها روسيا وإيران والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والجهاز الخارجي للاتحاد الأوروبي الذي عمل كمنسق للمفاوضات. لذلك، من الخطأ تمامًا تسمية هذا المقترح باسم جوزيف بوريل".
كما قال الممثل الروسي في فيينا: "لا تزال مسودة هذا الاتفاق مطروحة على طاولة المفاوضات رسميا، والتي تنص على عودة إيران التدريجية إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات الأميركية غير القانونية ضد طهران".
وبينما كانت محادثات إحياء الاتفاق النووي قد توقفت قبل الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) الماضي عقب مقتل الشابة مهسا أميني، فقد أدى قمع هذه الاحتجاجات من قبل النظام الإيراني إلى أن تعلن واشنطن أن المفاوضات النووية خرجت من أولويات البيت الأبيض.
كما صعدت الدول الغربية الضغوط على إيران في الأشهر الأخيرة عبر فرضها عقوبات على طهران بسبب إرسالها أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا، وكذلك القمع الدموي للاحتجاجات.