تظهر نتيجة دراسة حديثة أن عدد الوفيات البشرية الناجمة عن استمرار الاحتباس الحراري في منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي سيزداد ما بين 10 و60 مرة، وأن إيران هي الدولة الأكثر "ضعفا" في المنطقة في هذا الصدد.
وفقًا لهذه الدراسة المنشورة في مجلة "لانسيت" العلمية، فإن عدد الوفيات بسبب الاحتباس الحراري في الشرق الأوسط، حاليًا، هو في المتوسط 2.1 شخص لكل 100000 شخص، ولكن إذا استمر الاحتباس الحراري مع الاتجاه الحالي، سيصل هذا الرقم بحلول الستينيات من القرن الحالي، إلى أكثر من 123 شخصًا.
في حالة إيران، يبلغ هذا العدد حاليًا 11 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، وهو ما يعادل خمسة أضعاف متوسط الشرق الأوسط، لكن هذا الرقم سيصل إلى 423 شخصاً في العقود الأربعة المقبلة.
وتضيف الدراسة أنه إذا تمكن المجتمع العالمي من إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري في نطاق "درجتين"، فإن عدد الوفيات الناجمة عن هذه الظاهرة في الشرق الأوسط سيصل إلى حوالي 20 شخصًا لكل 100.000 شخص؛ بمعنى آخر، سينخفض معدل نموها بنسبة 80%، لكنها لا تزال 10 أضعاف المستوى الحالي.
وفقًا لهذا التقرير، يُعد الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم عرضة لزيادة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، كما أن إيران لديها أسوأ الآفاق بين هذه الدول.
في الوقت الحالي، تحتل إيران المرتبة الثانية في منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، بعد مصر، لكن في العقود الأربعة المقبلة، ستكون إيران في مقدمة الوفيات البشرية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويضيف هذا التقرير أن عدد الوفيات السنوية بسبب الاحتباس الحراري في إيران يبلغ حوالي 1703 أشخاص، وحتى ستة أضعاف عدد الوفيات في المملكة العربية السعودية.
وأهم سبب لظاهرة الاحتباس الحراري هو انبعاث الغازات الدفيئة. وتظهر الإحصاءات الدولية، بما في ذلك البنك الدولي ووكالة الطاقة الدولية ومشروع الكربون العالمي، أن إيران لديها أعلى انبعاثات الغازات الدفيئة في الشرق الأوسط وتحتل المرتبة السابعة عالميًا.
كما تظهر إحصاءات مشروع الكربون العالمي أن إيران لديها 750 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري كل عام، وهو ما يزيد عن انبعاثات الغازات الدفيئة في ألمانيا، التي يبلغ اقتصادها 12 ضعف اقتصاد إيران.
كما تُظهر هذه الإحصائيات زيادة كبيرة في إنتاج الغازات الدفيئة في إيران، بحيث ازداد إنتاج الغازات الدفيئة في إيران منذ بداية العقد الماضي حتى عام 2021 بنسبة 31%.
إن معدل النمو هذا والحجم الهائل لإنتاج الغازات الدفيئة في إيران يأتي في حين أن هذا البلد، وفقًا لاتفاقية باريس، قد التزم بخفض إنتاجه من الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 4% بحلول عام 2030، وادعى أن هذا الانخفاض قد يصل حتى إلى 12% .
وتسبب الانبعاث الجامح للغازات الدفيئة في إيران على مدى السنوات الماضية في تلوث شديد للهواء، حتى أن العديد من المدن الرئيسية في البلاد لم تشهد سوى أيام قليلة من الهواء الصحي العام الماضي.