أفادت وكالة أنباء "هرانا"، المعنية بحقوق الإنسان في إيران، بوقوع انتهاكات واسعة بحق السجناء في سجن طهران الكبرى (فشافويه)، من بينها ضيق المساحة المتاحة للسجناء، والتقليل من عدد الزنازين، وإهانة المسجونين، ووضع أَسِرَّة من 3 طوابق أدت لمشكلات كثيرة من بينها الوفاة بسبب السقوط.
وأفادت وكالة أنباء مجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، أن إحدى المشكلات الرئيسية للسجناء والمتهمين الذين يعيشون في سجن طهران الكبرى (فشافويه) هي قلة المساحة المتاحة للسجين مقارنة باتساع مساحة السجن؛ الأمر الذي يعد مخالفةً للمادة 34 من اللائحة التنفيذية لمنظمة السجون والتدابير الأمنية في البلاد.
ووفقًا لهذه اللائحة، إذا كانت سعة السجن ومساحته المادية غير قادرة على تنفيذ بعض الأحكام، يلتزم مدير السجن بالتنسيق مع مدير عام سجون المحافظة بما يلي: "توفير المساحة اللازمة لسكن السجناء والمتهمين في ظروف مواتية من خلال إجراء تغييرات في عمارة السجن".
إلا أن هذه القضية لم تلاحظها سلطات سجن طهران الكبرى حتى الآن وفي معظم الحالات.
الموت بالسقوط من أَسِرَّة مكونة من 3 طوابق
ذكرت وكالة أنباء مجموعة نشطاء حقوق الإنسان، نقلا عن سجين أفرج عنه مؤخرا من "فشافويه"، أن "سلطات السجون تمارس ضغوطا إضافية على السجناء والمدعى عليهم من خلال الحد من المساحة المتاحة لهم. وأضاف أن "إقامة هؤلاء الأشخاص في أَسِرَّة من ثلاثة طوابق يصل ارتفاع الطابق الثالث منها إلى أكثر من مترين تسبب في مشكلات للسجناء".
ووفقًا لهذا السجين السياسي السابق، في بعض الحالات، أدى سقوط السجناء من الدور الثالث من الأَسِرَّة ليلاً، وخاصة أولئك الذين يستخدمون أدوية الأعصاب أو الحبوب المنومة بسبب وجودهم في بيئة متوترة، إلى "أضرار لا يمكن إصلاحها" وحتى في بعض الحالات تسببت في وفاة هؤلاء السجناء.
لكن هذه الأزمة لا تقتصر على سجن "فشافويه"، وحسب ما ذكره هذا الشخص فهي "شائعة" في سجون أخرى مثل سجن "إيفين".
واستشهد بحالة "مرتضى كاركر" الذي أصيب بارتجاج دماغي نتيجة سقوطه من الطابق الثالث من سريره في سجن إيفين وبعد الإصابات، وبدلاً من نقله إلى المستشفى، تم نقله إلى سجن طهران الكبرى، وبعد أسبوعين، توفي بسبب "نقص العناية الطبية في الوقت المناسب".
التقليل من عدد الزنازين وإهانة المسجونين
وأضاف هذا المصدر المطلع، في مقابلة مع "هرانا"، أن مشكلات الفرد في المساحة المتاحة للسجناء زادت بقرار شخص يُدعى "بيروزفر"، وهو رئيس اللواء السادس بسجن طهران الكبرى؛ لأنه بدل من إيجاد حل لهذه المشكلة، قام بـ"إخلاء وتقليل عدد الغرف الخاصة بالسجناء والمدعى عليهم من 16 غرفة إلى 6 غرف فقط" وكانت نتيجة هذا الإجراء زيادة في كثافة زنازين السجناء.
وبحسب ما قاله هذا الشخص، فقد أمر بيروزفر بممارسة ضغط نفسي مضاعف على السجناء. ومن خلال إزالة جميع الستائر على أسرتهم؛ والستائر التي هي الحاجز الوحيد بين السجناء وأصغر وسيلة لخلق الخصوصية بين هؤلاء.
وذكرت "هرانا" أن المسافة بين طوابق أسرة السجناء صغيرة جدًا، ولا يتم الحرص على صيانتها وإصلاحها، حتى أن معظم الإطارات مهترئة وبالية وتحتوي على أجزاء معدنية في غير مكانها، الأمر الذي أدى مرارًا وتكرارًا إلى "إحداث جروح في الرأس والوجه والكتفين للسجناء".
الأمر بجمع كتب السجناء
حصر المساحة المتاحة ليست المشكلة الوحيدة المفروضة على السجناء بأمر من رئيس اللواء السادس بسجن "فشافويه"، فقد وضع بيروزفر جمع كتب السجناء على جدول الأعمال وقد تم نقل جميع هذه الكتب إلى الدائرة الثقافية في السجن.
في وقت سابق، حذر رسول هويدا، المسعف وأحد الصوفيين الجناباديين، الذي كان يقضي عقوبته في هذا السجن في عام 2018، من "الكثافة العالية جدًا لنزلاء السجن" في العنابر العامة، وقال إنه حتى بعض السجناء يضطرون للنوم في ممرات العنبر والمراحيض.
كما أشار هذا السجين الصوفي إلى "قلة المرافق والمواد الطبية"، و"نقص الأطباء والطاقم الطبي" في سجن "فشافويه" الذي يضم أكثر من 15 ألف سجين.
وأشار التقرير إلى وجود الجرب، والقمل، والبق، والفئران، في سجن "فشافويه" وسوء السلوك والعنف الشديد من حراس السجن في تعاملهم مع السجناء.
يشار إلى أنه تم فرض عقوبات على سجن "فشافويه"، أو سجن طهران الكبرى، من قبل وزارة الخزانة الأميركية والاتحاد الأوروبي في السنوات الماضية بسبب "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" وكذلك قتل المتظاهرين وقمعهم في نوفمبر 2019.
لا يقتصر انتهاك الحقوق الأساسية للسجناء على هذا السجن، بل تم الإعلان عن انتهاكات عديدة في سجون أخرى. فقد أصدرت إلهام أحمدي، الصوفية المسجونة في سجن "قرتشك"، ملفًا صوتيًا في يونيو 2018 حول سوء حالة هذا السجن والتصرف غير اللائق لحراس السجن، وقالت إنه لا توجد مياه عذبة في هذا السجن.