بحسب المعلومات الحصرية التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن الهجوم الصاروخي على إسرائيل الذي نفذه الجناح العسكري لحركة حماس في لبنان، كان بعلم وإذن شخصي من حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، وإذن النظام الإيراني.
كما أفادت المعلومات الحصرية بأن هذه الهجمات الصاروخية جعلت إسرائيل تستعد لخوض حرب قريبة مع حزب الله.
ووفقاً لهذا التقرير، لم تكن الهجمات الإسرائيلية على لبنان وقطاع غزة رد فعل على الهجمات من لبنان وغزة، بل كانت رسالة إلى النظام الإيراني.
وفي وقت سابق، اعتبرت بعض وسائل الإعلام أن الهجمات الإسرائيلية على مواقع القوات الإيرانية في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل ضابطي الحرس الثوري، ميلاد حيدري، ومقداد مهقاني، كانت ردا على الانفجار في منطقة مكيدو داخل إسرائيل.
وفي غضون ذلك، أعلن نعيم قاسم، مساعد الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن مساعي إسرائيل "لتهديدنا وترهيبنا لن تنجح"، و"ميزان القوى لردع (الطرفين عن الدخول في الحرب) لا يزال قائماً".
هذا وقد التزم حزب الله الصمت إزاء اتهامات إسرائيل بإطلاق عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل ولم يصدر أي بيان رسمي. لكن مسؤولاً في حزب الله نفى مسؤولية الحزب في إطلاق الصواريخ.
واعتبرت بعض وسائل الإعلام اللبنانية أن بروز هذا التوتر في جنوب البلاد بالتزامن مع زيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى بيروت، مثير للاهتمام. وقالت إن هنية الذي وصل إلى العاصمة يوم الأربعاء (5 أبريل/نيسان) وضع لبنان في خطر المواجهة العسكرية مع إسرائيل.
وبحسب المراقبين، فإن الأنشطة العسكرية للفصائل الفلسطينية في جنوب لبنان لا تتم إلا بموافقة حزب الله الذي يسيطر على هذه المناطق.
يأتي ذلك في حين أنه بحسب بعض التقارير، بعث حزب الله برسالة إلى إسرائيل زعم فيها أنه ليس لديه علم بهذه الهجمات.
وفي وقت سابق، قالت الحكومة اللبنانية أيضًا إنها لا تعرف المجموعة التي اتخذت مثل هذا الإجراء.
كما قال حسن نصر الله إنه سيؤجل التعليق على الهجمات الصاروخية ورد إسرائيل حتى يوم الجمعة المقبل. وأكد أن حزب الله لا ينوي تصعيد التوتر مع إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، سخر بعض النشطاء اللبنانيين من نصرالله، على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال نشر مقطع فيديو له وهو يهدد إسرائيل.
وقال نصر الله في هذا الفيديو القديم إن أي اعتداء على لبنان سيقابل برد فوري وحازم من قبل قوى المقاومة.
كما أفادت بعض التقارير بامتناع إسماعيل هنية عن الظهور، وإلغاء مؤتمره الصحافي في بيروت، خوفا من مواجهة أسئلة من الإعلام اللبناني.
وقد وصل غضب اللبنانيين إلى حد أن بعض النشطاء اللبنانيين طالبوا باعتقال هنية الذي سافر إلى لبنان بشكل مريب في هذا الوقت بالذات.
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن بلاده لم تتلق أي معلومات عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ولا يعرف ما إذا كان حزب الله قد وافق بالفعل على مثل هذه الهجمات أم لا.
وأضاف: "هناك مخيمات فلسطينية في جنوب لبنان ومن المحتمل أن تكون حماس أو أي جماعة أخرى هي التي نفذت هجمات صاروخية".
وقد نشرت تقارير مختلفة حول الرسائل الأمنية الخاصة بالهجمات الصاروخية للمجموعة الفلسطينية من جنوب لبنان، لكن الجميع يعتقد أن التوتر الأخير يشير إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية.
وقال فارس سعيد، رئيس مجلس إنهاء احتلال إيران للبنان، إنه بهذه الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل، فإن حماس- مثل حركة فتح في الماضي- جعلت الأراضي اللبنانية مكانًا لهجمات ضد إسرائيل، الأمر الذي أدى، في السابق، إلى اندلاع الحرب الأهلية في لبنان.
وفي إشارة إلى تزامن هذا التوتر مع التقارب بين السعودية وإيران، أثار هذا الناشط اللبناني التساؤل عما إذا كان التوتر الجديد بين "فصائل المقاومة" وإسرائيل دليلا على الخلافات بين الفروع العسكرية التابعة لإيران في المنطقة؟
وبحسب تقارير إعلامية لبنانية، فإن الأحداث الأخيرة بين لبنان وإسرائيل هي أخطر الأحداث التي وقعت بين البلدين منذ حرب 2006.