أصدرت نقابة المعلمين في كردستان إيران، اليوم الاثنين 10 أبريل (نيسان)، بيانا أدانت فيه أحداث التسمم المتسلسلة على مدارس البنات في إيران، ووصفتها بـ"القتل الممنهج للأطفال".
وأشار بيان النقابة إلى "الإهمال المتعمد" لدى المؤسسات الأمنية الإيرانية في تحديد هوية المتورطين في أحداث التسمم المريبة في مدارس مدينة سقز، وغيرها من المدن الإيرانية الأخرى.
وأضافت نقابة المعلمين في كردستان: "انتشار واستمرارية هذه الأحداث وعجز الجهات المعنية عن السيطرة على الموضوع يكشف طبيعة هذه الهجمات الإجرامية الممنهجة والمدروسة".
يأتي استمرار أحداث التسمم في مدارس إيران، بينما "يدعي النظام الإيراني إشرافه الاستخباراتي على الداخل وخارج الحدود"، بحسب بيان النقابة.
وجاء بيان المعلمين في كردستان إيران بعد يوم من تعرض عدة مدارس للبنات في سقز وغيرها من المدن الإيرانية، لأحداث تسمم مريبة مما أدى إلى تدهور صحة التلميذات.
كما أعلنت مصادر حقوقية، أمس الأحد، عن وفاة طفل يبلغ من العمر 16 عاما من أهالي مدينة كامياران، عقب تسمم بالغاز في إحدى مدارس طهران.
وأكدت منظمة "هنغاو" الحقوقية التي تغطي أخبار الأكراد في إيران، أن الطفل المتوفى بالتسمم يدعى كارو بشابادي. وأنه تسمم في مارس (آذار) الماضي في إحدى مدارس طهران.
وأضافت نقابة المعلمين في كردستان إلى ما سمته "قتل الأطفال" في المدارس، وأكدت أن المسببين لأحداث التسمم "يحظون بدعم وافر من آمريهم بحيث يستمرون في عملهم المشؤوم بعد مرور 5 أشهر على بدئه ويواصلونه دون خوف ودون أن يتركوا أي دليل وراءهم".
كما لفت البيان إلى حالات مثل: التصريحات المتناقضة وغير المنطقية للمسؤولين الإيرانيين، و"استهانة النظام في ردود فعله إزاء تعرض حياة التلميذات للخطر"، وكذلك "طريقة التغطية الإعلامية لهذه الأحداث" من قبل وسائل الإعلام الإيرانية.
وانتقد البيان أيضا "التعامل غير القانوني والتعسفي لعناصر الشرطة والأمن" في إيران مع أسر التلميذات والمعلمين والشعب المحتج على التسمم.
يشار إلى أن حالات التسمم المريبة بدأت تقع في المدارس الإيرانية، ومعظمها مدارس بنات، بداية ديسمبر (كانون الأول) 2022، وفي نهاية فبراير (شباط) 2023، وخلال شهر مارس (آذار) الماضي، مما أضر بشدة بالأمن النفسي للمجتمع وأثار الذعر بين أسر التلميذات.
وعلى الرغم من مرور عدة أشهر على أحداث التسمم، فلا تزال أسباب التسمم وطبيعته والأسلوب الذي يستخدمه المنفذون، غامضة.
وبحسب ما ذكره المسؤولون الرسميون في إيران، فقد تم خلال هذه الفترة نقل ما لا يقل عن 13 ألف تلميذة إلى المستشفيات والمراكز الطبية للاشتباه في تسممهن بالغاز.
وفي وقت سابق، أشارت وسائل الإعلام والمصادر داخل إيران إلى أن عمليات التسمم كانت عملاً "ممنهجا" من قبل المتطرفين لإبقاء الفتيات في المنازل؛ الأمر الذي حدث في أفغانستان مع عودة طالبان للسلطة.