أشار حسين أنصاريان، أحد رجال الدين المقربين من النظام الإيراني، في خطابه بـ"ليلة القدر"، بشكل غير متوقع إلى التعذيب النفسي والجسدي للسجناء في سجون النظام الإيراني، وانتقد مثل هذا السلوك. وأدت تصريحاته إلى ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأنصاريان هو أحد رجال الدين المقربين من النظام الإيراني، وسبق أن حضر عدة مراسم للمرشد علي خامنئي، وألقى كلمة في حضوره.
وبث خطابه الأخير المثير للجدل على الهواء مباشرة على القناة الإيرانية الثالثة بإحدى "ليالي القدر" في رمضان.
وفي هذا الخطاب، انتقد التعذيب النفسي والجسدي الذي يمارسه النظام على السجناء، وقال، دون أن يذكر المعارضين أو المعتقلين السياسيين بالاسم: "إذا قبضتم على مجرم فلا تقولوا له، كذباً، سنعدمك صباح الغد. لا ترهبوا عباد الله".
وقال أنصاريان لعناصر أمن النظام الإيراني: "إذا قبضت علي وأخذتني إلى السجن احترمني. أعطني ما أريد؛ لا تسبني، لا تهينني، لا تضربني على رأسي، لا تضربني بلا داع. والله كل هذه التصرفات محرمة، محرمة."
تأتي هذه التصريحات بينما أفادت تقارير عن سجناء سابقين أو ممن استطاعوا الحديث عن فترة وجودهم في السجن، أن النظام الإيراني حاول دائمًا تخويف وترهيب السجناء، وخاصة السجناء السياسيين، من خلال عمليات إعدام استعراضية.
وفي أحدث مثال، أعلن سهند نور محمد زاده، أحد المعتقلين خلال انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، أن محاكمته استمرت 7 دقائق فقط، وأنه تعرض للتعذيب والإعدام الوهمي خلال جميع مراحل اعتقاله وفي السجن.
وكان مازيار إبراهيمي هو من بين الذين تحدثوا بالتفصيل عن عملية تعذيبه. إبراهيمي الذي تم اعتقاله في قضية ما يسمى بـ"اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين"، هو إحدى ضحايا الاعترافات القسرية من قبل المؤسسات الأمنية الإيرانية، والذي يعيش الآن في ألمانيا.
وقبل 3 سنوات، كتب المتحدث باسم الخارجية الأميركية في تغريدة: "الشعب الإيراني يعاني من شيء أكثر فتكاً من كورونا. يُظهر تقرير منظمة العفو الدولية الجديد (حول احتجاجات نوفمبر 2019) أن النظام أطلق "وباء التعذيب"؛ بما فيه خلع أظافر المتظاهرين، والصدمات الكهربائية، والغرق الوهمي، والحقن القسري، ومحاكاة الإعدام".
وتأتي هذه التصريحات الانتقادية لأنصاريان في وقت أعلن فيه محمود كريمي، المنشد الديني المفضل لعلي خامنئي أن سلطات النظام الإيراني أخبرته أنه من الآن فصاعدًا غير مسموح له بقراءة "نهج البلاغة" في برامجه، والإشارة إلى رسائل الإمام الأول للشيعة لمالك الأشتر.
كان مالك الأشتر من قادة الجيش والمقربين من الإمام الأول للشيعة.
كما زاد مهدي نصيري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المتطرفة سابقاً، من انتقاداته للنظام الإيراني وخامنئي في الأيام الأخيرة.
ويدل ذلك على أن الأزمة داخل النظام أصبحت أكثر وضوحًا من ذي قبل، وكل يوم ينضم المزيد من "أنصار النظام الإيراني" إلى منتقديه.