حذر الناشط السياسي الإيراني المعتقل، مصطفى تاج زاده، الإصلاحيين من احتمال مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، واصفا الانتخابات بأنها "لا معنى لها" في الوضع الراهن حيث يقوم على معاندة النظام لإرادة غالبية الشعب.
واعتبرت هذه الشخصية السياسية، يوم الثلاثاء، في لقاء مع زوجته فخر السادات محتشمي بور داخل السجن، أن السياسات الحالية للنظام الإيراني تتعارض مع رغبات غالبية المواطنين، قائلاً: "على الإصلاحيين ألا ينخدعوا بالوعود الجوفاء الأخيرة بشأن الانتخابات".
وأضاف تاج زاده: "طالما أن أساس النظام هو معاندة رأي وإرادة غالبية الشعب ولا توجد بوادر مصالحة مع الشعب والاستسلام لأصواته، فإن الانتخابات لا معنى لها. وفي رأيي، مع السياسات والاتجاهات الحالية، لا يمكن لأحد أن يخطو خطوة كبيرة نحو حل المشاكل وتحسين أوضاع المواطنين ومعيشتهم".
يذكر أن انتخابات البرلمان الإيراني ومجلس خبراء القيادة ستجرى في 1 مارس 2024، لكن التقارير تشير إلى أن بعض الشخصيات والجماعات السياسية قامت بخطوات مبكرة للمشاركة فيها. وكتبت وكالة "تسنيم" للأنباء أن الرئيس السابق حسن روحاني بدأ أنشطته الانتخابية ويعقد اجتماعات أسبوعية في هذا الصدد.
ومع ذلك، اتهم مصطفى تاج زاده المرشد الإيراني، علي خامنئي، بتجاهل أصوات الشعب دائمًا.
وقال: "عندما يتم اتباع آراء وأجندات المرشد وتنفيذها في كل برلمان وحكومة، وتصويت الشعب لا يحدث أي تغيير في السياسات الكلية للبلاد وإصلاح الأمور، فما هي الحاجة لإجراء انتخابات؟".
جدير بالذكر أن مصطفى تاج زاده هو أحد الشخصيات الإصلاحية البارزة التي أيدت بيان آخر رئيس وزراء لإيران بعد نشر بيان مير حسين موسوي ومطالبته بإجراء استفتاء على الفترة الانتقالية.
وقد اعتقل الأمن الإيراني في يوليو 2022 مصطفى تاج زاده على خلفية اتهامه "بالتواطؤ ضد أمن البلاد ونشر الأكاذيب بهدف التشويش على الرأي العام".
وحكمت السلطة القضائية الإيرانية، في أكتوبر عام 2022 بسجنه لخمس سنوات.
وتاج زاده معروف في إيران بانتقاداته للسياسات الداخلية والخارجية، إذ قضى سبع سنوات في السجن بعد احتجاجات عام 2009 على نتائج الانتخابات الرئاسية.