ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، عقد عدة اجتماعات سرية مع قادة الميليشيات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة، خلال الأسابيع الماضية لتنسيق الهجمات الأخيرة ضد إسرائيل.
وافادت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير يوم الجمعة أن شبح الحرب الإيرانية الإسرائيلية دخل مرحلة لا يمكن التنبؤ بها بعد أن بدأ قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بمحاولة إقناع حلفائه في المنطقة بجولة جديدة من الهجمات ضد أهداف إسرائيلية.
وذكرت هذه الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن قاآني ذهب إلى لبنان الأسبوع الماضي والتقى بقادة حماس، وحزب الله، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، بالسفارة الإيرانية في بيروت. وتزامنت هذه اللقاءات تقريبًا مع هجوم صاروخي لمسلحين من جنوب لبنان على إسرائيل.
وبحسب هذه المصادر المطلعة، فقد عقد قاآني اجتماعات مع أعضاء فصائل الميليشيات الفلسطينية في سوريا، نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، وذكر في هذه الاجتماعات أن لدى إيران معلومات عن خطة إسرائيل لتنفيذ عمليات ضد عناصر من حماس، والجهاد الإسلامي، في لبنان وسوريا.
ووفقا لهذا التقرير، حث قاآني في سوريا الميليشيات الفلسطينية على مهاجمة إسرائيل فورًا وفي غضون أيام قليلة ردًا على الهجمات الإسرائيلية على سوريا، والتي أدت مؤخرًا إلى مقتل اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، ميلاد حيدري ومقداد مهقاني. وأكد أن إيران ستزود هذه الجماعات بالأدوات اللازمة لهذه الهجمات.
وأضاف هذا التقرير أنه عقب التنسيق مع فيلق القدس، وصل مستشارون عسكريون للحرس الثوري الإيراني إلى بيروت في 3 أبريل (نيسان) للتخطيط لهجمات ضد إسرائيل.
وفي المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين، استُهدفت بهجمات صاروخية من سوريا ولبنان وغزة، كما استهدفت تل أبيب مواقع هذه الجماعات ردا على ذلك.
بعد هذه الهجمات، تشعر إسرائيل بالقلق من المزيد من الهجمات ضدها عبر عدة جبهات، وفي هذا الصدد، عززت الدفاع الجوي للقبة الحديدية وغيرت اتجاه تركيزها.
وبحسب تقارير إعلامية لبنانية، فإن الأحداث الأخيرة بين لبنان وإسرائيل هي أخطر الأحداث التي وقعت بين البلدين منذ حرب 2006.
وأفادت "إيران إنترناشيونال"، الأسبوع الماضي، أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل، والذي نفذه الفرع العسكري لحركة حماس في لبنان، كان بعلم من حزب الله اللبناني وإيران، وأن إسرائيل تستعد لحرب قريبة مع حزب الله.
وبحسب هذا التقرير، لم تكن الهجمات الإسرائيلية على لبنان وقطاع غزة رد فعل على الهجمات من لبنان وغزة، بل كانت رسالة إلى إيران، رغم أن إسرائيل لا تريد قتل الناس وزيادة التوتر.
ويقال إنه إذا ردت إسرائيل بجدية، فسيقتل المئات في لبنان. أيضا، إذا استمرت الهجمات من لبنان، فلن يكون لدى تل أبيب أي قيود أو تردد في مهاجمة هذا البلد في المستقبل، وسيتخذ الجيش الإسرائيلي إجراءات جادة.
وفي وقت سابق، ذكرت بعض وسائل الإعلام أن الهجمات الإسرائيلية على مواقع القوات الإيرانية في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل ضابطي الحرس الثوري، ميلاد حيدري ومقداد مهقني، كانت رد فعل على الانفجار في منطقة مكيدو داخل إسرائيل.
هذا وقد التزم حزب الله الصمت إزاء اتهامات تل أبيب بإطلاق مئات الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل ولم يصدر أي بيان رسمي. لكن مسؤولا في حزب الله نفى مسؤولية هذه المجموعة في إطلاق الصواريخ.
واعتبرت بعض وسائل الإعلام اللبنانية بروز هذا التوتر في جنوب البلاد بالتزامن مع زيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى بيروت، أمرًا مهمًا وقالت إن هنية، الذي وصل بيروت في 6 أبريل، عرّض لبنان لخطر المواجهة العسكرية مع إسرائيل.
وبحسب المراقبين، فإن الأنشطة العسكرية للفصائل الفلسطينية في جنوب لبنان لا تتم إلا بموافقة حزب الله الذي يسيطر على هذه المناطق.
في غضون ذلك، ووفقا لبعض التقارير، بعث حزب الله برسالة إلى إسرائيل زعم من خلالها أنه ليس لديه علم بهذه الهجمات.