استمرارا لردود الفعل على تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، والتي عارض فيها قضية الاستفتاء، أكدت صحيفة "إيران"، التابعة للحكومة الإيرانية، أن العديد من الحقوق الأساسية للمواطنين بما في ذلك حقوق المرأة والقضايا الأمنية غير قابلة للاستفتاء لأنها قد تؤدي إلى نتائج "خطيرة".
وكتبت الصحيفة، الثلاثاء 25 أبريل (نيسان): "القضايا المتعلقة بالأمن القومي يمكن أن تكون حساسة للغاية، ونظرا للظروف الخاصة لكل دولة، فإن إجراء استفتاء حول هذه القضايا قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة وخطيرة".
يشار إلى أن النظام الإيراني، ومن أجل قمع أي احتجاج، يعتبر جميع القضايا والمطالب الشعبية، بما في ذلك معارضة الحجاب الإلزامي، بأنها قضايا أمنية و"مؤامرة للعدو" لتمهيد الطريق لقمعها.
وفي دعمها لموقف خامنئي؛ كتبت صحيفة "إيران" أن الحقوق الأساسية الفردية مثل حقوق النساء، وهيكل النظام السياسي، والقوانين العامة، والقضايا الأمنية؛ مثل اتخاذ القرارات حول العمليات العسكرية أو زيادة ميزانية القطاع العسكري، والسياسات المالية؛ هي قضايا لا يمكن وضعها للاستفتاء ليقرر الناس حولها.
وبينما طالب المواطنون الإيرانيون خلال انتفاضتهم العارمة عقب مقتل الشابة مهسا أميني، بإطاحة النظام في إيران، فإن هذه الصحيفة كتب حول التعديلات المحتملة في هيكل السياسة للنظام: "إن قضايا مثل الهيكل السياسي للبلاد، بما في ذلك الدستور، وشكل الحكومة، وطريقة اختيار المسؤولين الحكوميين وغيرها، لا يمكن طرحها للاستفتاء، لأسباب مختلفة أشار إليها خبراء العلوم السياسية".
وقبل أسبوع تقريبا، قال المرشد الإيراني خلال لقاء مع عدد ممن وصفهم الإعلام الإيراني بـ"الطلبة الجامعيين": "في أي بقعة من العالم يتم إجراء استفتاء شعبي للقضايا المختلفة؟"، مضيفا: "هل يملك عامة الناس الذين يفترض أنهم يشاركون في الاستفتاء القدرة على تحليل القضايا؟ ما هذا الكلام؟".
وأثارت تصريحات خامنئي ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر الكثير هذه التصريحات إهانة للشعب الإيراني.
وفي الأشهر الأخيرة، دعا عدد من الشخصيات السياسية داخل إيران، بمن فيهم مير حسين موسوي، وحسن روحاني، وعبد الحميد إسماعيل زهي، إلى إجراء استفتاء، لكن النظام يعارض هذا المطلب.
وتأتي مخاوف السلطات في إيران من إجراء استفتاء، بينما يزعم النظام في طهران أن غالبية الناس يدعمون النظام.
وكتبت صحيفة "كيهان" التابعة لخامنئي في مقال: "المسيرات الضخمة في 22 بهمن [ذكرى انتصار ثورة الخميني بإيران] ويوم القدس العالمي، والتي تقام كل عام في جميع أنحاء البلاد ويشارك فيها غالبية الشعب تقريبًا، تعتبر استفتاءات دائمة لنظام الجمهورية الإسلامية".
كما زعم وزير الإرشاد الإيراني "أن 80% من الناس يؤيدون الحجاب الإجباري". ومع ذلك، يرفض النظام إجراء استفتاء.
إلى ذلك، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرئيس الأسبق الإيراني، محمود أحمدي نجاد، يؤكد فيه ضرورة الرجوع إلى آراء الشعب في عملية استفتاء، وأثار المقطع ردود فعل مختلفة في الأوساط السياسية والإعلامية بإيران.
وقيمت تصريحات أحمدي نجاد في هذا الفيديو والذي أعيد نشره مؤخرًا، أن تكون ردًا على تصريحات خامنئي الجديدة ضد الاستفتاء.