تتواصل موجة الاعتقالات الجديدة التي يشنها النظام الإيراني ضد شخصيات سياسية، والتي تمت بحجة مشاركتها في اجتماع افتراضي. وبعد اعتقال كيوان صميمي، وعلي رضا بهشتي شيرازي، قامت القوات الأمنية باعتقال عبد الله مؤمني، المتحدث باسم منظمة "تعزيز الوحدة"، وأحد المتحدثين في الاجتماع.
وبحسب تقرير لمصادر حقوقية، فقد اعتقلت القوات الأمنية مؤمني في منزله يوم الخميس 27 أبريل (نيسان)، واقتيد إلى مكان مجهول.
ونقل موقع "هرانا" عن مصدر مقرب من عائلة مؤمني أن رجال الأمن فتشوا منزله وصادروا بعض متعلقاته الشخصية.
وكان عبد الله مؤمني أحد المتحدثين في الاجتماع الافتراضي "حوار من أجل إنقاذ إيران" الذي عقد في "كلوب هاوس" يوم الجمعة 21 أبريل (نيسان) بحضور 40 ناشطا سياسيا داخل إيران وخارجها.
وقال هذا الناشط السياسي في اجتماع "إنقاذ إيران": "إن سبب اقتراح حل لإنقاذ إيران من خلال صياغة دستور جديد هو حقيقة أن الهيئة الحاكمة الحالية في إيران تفتقر إلى أي كفاءة، ليس فقط لإدارة شؤون البلد أو لقليل من التطور، بل إنها غير قادرة حتى على الاهتمام بشؤونها اليومية".
وردًا على اعتقال عبد الله مؤمني؛ كتب أردشير أميرارجمند في تغريدة: مؤتمر "حوار لإنقاذ إيران" الذي عقد بمشاركة معارضة واسعة داخل البلاد، خاصة من داخل السجن، حول مقترح مير حسين موسوي ذي المراحل الثلاث لإنشاء مجلس تأسيسي وصياغة دستور جديد، أثار غضبًا شديدًا للنظام.
وفي وقت سابق من فبراير (شباط)، أصدر موسوي بيانًا دعا فيه إلى إجراء استفتاء للانتقال من نظام الجمهورية الإسلامية. بعد هذا البيان، زادت القيود المفروضة على موسوي.
وقبل اعتقال مؤمني، تم أيضًا اعتقال اثنين من المتحدثين الآخرين في هذا الاجتماع الافتراضي وهما علي رضا بهشتي شيرازي، وكيوان صميمي .
كما قال بهشتي شيرازي في اجتماع "حوار لإنقاذ إيران": "يبدو أن التغيير أمر مؤكد، عاجلاً أم آجلاً. أهم شيء يمنع التكلفة الكبيرة لهذا التغيير هو دفع المجتمع إلى توافق في الآراء. وتحقيق الإجماع يتطلب التضحية".
وبعد نحو أسبوع من اعتقال كيوان صميمي، لا توجد معلومات عن حالته ومكان وجوده.
وقال كيوان صميمي في رسالة إلى هذا المؤتمر: "إن الإيرانيين الذين يعيشون داخل وخارج البلاد- مع اختلاف الآراء الفكرية والسياسية- يجب أن يتوحدوا بروح التسامح وقبول التعددية، ويجب على جميع الأشخاص المطالبين بالديمقراطية، بغض النظر عن اختلافهم في الرأي، أن يبدؤوا العمل معًا من أجل تحالف ديمقراطي شامل وجبهة واحدة".
ووصفت وزارة الخارجية الأميركية إعادة اعتقال هذا الصحافي بأنه "مؤشر على خوف السلطات الإيرانية من الشعب ومن الحقيقة"، وكتبت: "أن اعتقال صميمي تذكير بعجز النظام الإيراني عن التمسك بأبسط المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وجهود سلطاته لإسكات الصحافيين".
وسبق أن تم اعتقال هؤلاء النشطاء السياسيين الثلاثة من قبل قوات الأمن الإيرانية بسبب أنشطتهم وتصريحاتهم السياسية.
كما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "جام جام" بمحاكمة قربان بهزادي نجاد، رئيس حملة موسوي الانتخابية عام 2009، على خلفية المؤتمر الافتراضي "حوار لإنقاذ إيران".