نظم المئات من المعلمين في إيران، اليوم الثلاثاء 9 مايو (أيار)، تجمعات في جميع أنحاء البلاد طالبوا فيها بالإفراج عن زملائهم المعتقلين وتحقيق مطالبهم النقابية.
وجاءت تجمعات المعلمين تزامنا مع إضرابات واسعة وتجمعات احتجاجية نظمها المتضررون من إفلاس شركة "رامك خودرو"، والموظفون في دوائر المحافظة، والسكك الحديدية، وشركة البلاط في أصفهان، وعمال بلدية سربندر، والعمال في مقبرة "بهشت زهرا".
ونظم عمال بلدية مدينة سربندر، جنوبي إيران، وعمال مقبرة "بهشت زهرا" بطهران، تجمعات احتجاجا على عدم تقاضي رواتبهم وعدم تلبية مطالبهم.
كما نظم المتضررون من إفلاس شركة "رامك خودرو" تجمعات احتجاجية على عدم تسلمهم مبالغ دفعوها للشراء المسبق للسيارات من هذه الشركة.
فيما استمر عمال وموظفو السكك الحديدية في كرمان، جنوب شرقي إيران، اليوم الثلاثاء، في إضرابهم عن العمل.
وأفادت التقارير الواردة من إيران أن عدد هؤلاء العمال يصل إلى نحو 400 عامل يعملون مع شركة "رضوان درود"، ورفض صاحب العمل الرد على مطالبهم حتى الآن.
وفي حركة رمزية كتعبير عن تدهور أوضاعهم المعيشية، قام موظفو مبنى محافظة كرمانشاه، غربي إيران، ببسط مائدة فارغة أمام مقر عملهم.
ودخل عمال شركة البلاط في أصفهان، وسط إيران، اليوم الثلاثاء في إضراب عن العمل ونظموا تجمعات طالبوا فيها بتلبية مطالبهم، وحل مشاكلهم المعيشية.
تجمعات المعلمين
وتلبية للدعوات السابقة بتنظيم احتجاجات عارمة، خرج المعلمون الإيرانيون في تجمعات احتجاجية واسعة نظموها في مدن: جلفا، وكرمانشاه، وبجنورد، وتاكستان، وقزوين، وأصفهان، وسنندج، وسقز، وإسلام آباد غرب، وهمدان، وتربت حيدريه، وأراك، والأهواز، والشوش، وهرسين، وأردبيل، ورشت وغيرها.
وهتف المعلمون بشعارات احتجاجية منها: "كفاكم وعودا فارغة، موائدنا فارغة"، و"يجب الإفراج عن المعلمين السجناء".
وأفادت التقارير الواردة أن القوات الأمنية الإيرانية منعت في بعض المحافظات مثل ألبرز، شمالي البلاد، المعلمين من تنظيم تجمعاتهم أمام دائرة التربية والتعليم بالمحافظة، كما شنت هجوما على التجمعات السلمية للمعلمين في مدن أخرى، مثل سنندج وأصفهان.
وتلقت "إيران إنترناشيونال" مقاطع فيديو تظهر المعلمين في سنندج، غربي إيران، وهم يهتفون بشعار: المرأة والحياة والحرية"، و"المعلم السجين يجب إطلاق سراحه".
وأعلنت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان أن القوات الأمنية الإيرانية اعتقلت معلمين اثنين قرابة "ساحة الثورة" بمدينة سنندج.
وجاءت تجمعات المعلمين هذه تلبية لدعوة أطلقها المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين في إيران بإقامة تجمعات صباح اليوم الثلاثاء، وطلب من المعلمين في طهران التجمع أمام البرلمان الإيراني، وأمام دوائر التربية والتعليم في باقي المدن والمحافظات.
وتزامنا مع هذه التجمعات، أصدر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين بيانا، أكد فيه على متابعة مطالب المعلمين والإفراج غير المشروط عن النشطاء المسجونين.
ووصف البيان رغبة النظام في تربية الطلاب في المدارس كـ"جنود" بأنها تتماشى مع "تعاليم ضيقة الأفق للأيديولوجية الشمولية في البلاد"، حسب تعبيره.
وطالب المعلمون، في بيانهم، بـ"مراجعة نقدية وعميقة للأسس الفكرية والسياسية للنظام، وأساليب إدارة المدارس، وتحرير النظام التعليمي من سيطرة الفكر الشمولي الحاكم، وإزالة مركزية النظام التعليمي، والتغييرات الأساسية في الآليات القائمة والفاشلة في إدارة المدارس".
وأعلن مجلس نقابات المعلمين أنه دون هذه التغييرات الأساسية، لن يكون الهدف من نظام التعليم هو تثقيف المواطنين، بل "تربية لجنود تتماشى مع تعاليم ضيقة الأفق للأيديولوجية الشمولية".