دشن مجموعة من الفنانين الإيرانيين مركز "الفن / الثقافة / العمل" لـ"دعم الحريات النقابية والسياسية والمدنية في الفن الإيراني"، وطالبوا، في بيان، جميع الفنانين والكتاب وغيرهم من العاملين في مجال الثقافة بعدم الاعتراف بوزارة الإرشاد الإيرانية والوقوف ضدها.
وجاء في بيان مركز "الفن / الثقافة / العمل" الذي نُشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي: "نطلب من جميع الفنانين والكتاب والناشرين والناشطين في مجال الأفلام والعروض الإيرانية عدم الاعتراف بالمؤسسات الرقابية في المجال الثقافي والوقوف ضد السلطة الجائرة لأجهزة الرقابة.
وأكد أعضاء المركز أنهم "من الآن فصاعداً، لن يحصلوا على إذن لأي أعمال فنية وفكرية، بما في ذلك إقامة المعارض، ونشر الكتب والمجلات، وصناعة وعرض الأفلام، من أي مؤسسة، وخاصة مؤسسات النظام" .
وقدم مركز "الفن / الثقافة / العمل" نفسه على "إنستغرام" على أنه "يضم عددًا من النشطاء الفنيين الإيرانيين" الذي "تم تشكيله بهدف دعم الحريات النقابية والسياسية والمدنية في الفن الإيراني".
وتم نشر بيان مركز "الفن / الثقافة / العمل" على حسابات "تويتر" الخاصة بالرسامة برستو فروهر، والفنان باربد كلشيري.
وجاء في بيان المركز أن "استعادة الحق في حرية التعبير والوجود، وتحرير الإبداع الفني والفكري من الرقابة قد تجلى على نطاق واسع وعميق في الحركة التقدمية للمرأة، الحياة، والحرية".
وأضاف: "الآن وبعد هذه الحركة، أظهر الوسط الفني الإيراني أنه لم يعد يطيع أنظمة المؤسسات العدوانية لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ووزارة العلوم والتعليم العالي، وغيرها من مؤسسات القمع والرقابة".
وأكد معدو البيان: "لا نعتبرها مصادفة أن اسم قاتل جينا (مهسا) أميني ووزارة الرقابة التابعة للنظام هما "إرشاد".
خلال الاحتجاجات التي عمّت البلاد بعد مقتل مهسا أميني، دعم العديد من الكتاب والفنانين هذه الاحتجاجات شخصيًا أوفي إطار مؤسسات نقابية.
بالإضافة إلى دعم الاحتجاجات، أعلن العديد من الكتاب والمترجمين أنهم لن يتعاونوا بعد الآن مع وزارة الإرشاد.
أيضًا، بالتزامن مع إقامة معرض طهران للكتاب، تم نشر تقارير عن مقاطعة هذا المعرض من قبل الناشرين والمواطنين.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، وفي الوقت الذي كانت فيه الاحتجاجات في البلاد في ذروتها، أصدر 250 مترجمًا إيرانيًا بيانًا مشتركًا جاء فيه: "اعتبارًا من اليوم، سننشر الكتب التي منعتها هذه الحواجز [الرقابة] من الوصول إلى المواطنين لسنوات بأي طريقة ممكنة دون رقابة".
ومن بين المترجمين الذين وقعوا البيان الأخير: داريوش آشوري، وعبد الله كوثري، وسروش حبيبي، وبابك أحمدي، وخشايار ديهيمي، وعباس ميلاني، وبهمن شعله ور، ومراد فرهادبور، وبيروز سيار، وغيرهم.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن أكثر من 60 شاعرًا وكاتبًا إيرانيًا عن طريق نشر بيان أنه "حتى يتم كسر حاجز الرقابة وتحرير الأدب من أغلاله"، فإنهم سينشرون أعمالهم الأدبية دون رقابة.
وفي الوقت ذاته، تم إطلاق حملات في الخارج لمقاطعة النظام الإيراني في الساحات الثقافية الدولية.
وفي ديسمبر، وقع أكثر من 500 كاتب وفنان وأكاديمي وناشط ثقافي من جميع أنحاء العالم بيانًا يدعو إلى مقاطعة النظام الإيراني في المجالات الفنية والثقافية والأكاديمية العالمية.
يشار إلى أن الرقابة في إيران لا تقتصر على العبث بالأعمال الفنية فحسب، بل تم تكثيف أشكال الرقابة المختلفة لدرجة أن العديد من الفنانين والكتاب حُرموا من فرص العمل في الظروف الحالية.
وبالإضافة إلى قمع الفنانين المحتجين، تم إغلاق عدد من المراكز الثقافية، بما في ذلك المكتبات، من قبل عناصر الأمن الإيرانيين، وذلك أثناء عملية فرض الحجاب الإجباري، والتي اشتدت في الأسابيع الأخيرة.