تلقت "إيران إنترناشيونال"، معلومات حصرية تؤكد أن قائد عصابة الاختطاف وتهريب المخدرات وأحد العناصر التابعة للحرس الثوري الإيراني، ناجي شريفي زيندشتي، أصبح اللاعب الأول في سوق المخدرات الإيراني بالتعاون مع قادة الحرس الثوري.
وبحسب هذه المعلومات، فإن الموجة الأخيرة من إعدامات المتهمين بجرائم تتعلق بالمخدرات جاءت نتيجة صراع داخل الحرس الثوري الإيراني للسيطرة على سوق المخدرات داخل إيران وخارجها.
وبحسب ما ذكره مجتبى بور محسن، عضو هيئة تحرير "إيران إنترناشيونال"، في حين أن الحرس الثوري أصبح مجموعة من فروع عبور المخدرات، فإن ناجي شريفي زيندشتي وشركاءه لهم اليد العليا في سوق المخدرات الإيرانية، لدرجة أن أكثر من 35 % من المخدرات الموزعة في سوق المخدرات بطهران تخص شركة زيندشتي.
ووفقا لـهذا التقرير، يمتلك زيندشتي حوالي 20 % من تجارة المخدرات الإيرانية، والمخدرات القليلة التي يتم ضبطها أحيانًا، والتي ينتمي بعضها إلى زيندشتي، يتم الكشف عنها بعد صراع مع عصابات مخدرات أخرى داخل الحرس الثوري الإيراني. ومع ذلك، فإن عصابة زيندشتي لها اليد العليا في صراع مجموعات المافيا.
وقد شكل ناجي شريفي زيندشتي، في السنوات الأخيرة، دائرة من المقربين له في السلطة، تُعرف باسم "نادي الأصدقاء" وتضم كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني والعديد من المسؤولين في مجلس الأمن القومي وبلدية طهران وعددا من النواب.
ووفقًا للمعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، بالإضافة إلى دفع الرشاوى لهؤلاء المسؤولين، فإن زيندشتي يوفر بشكل شخصي ومستمر الأفيون والهيروين لاستهلاك العديد من كبار المسؤولين في إيران. كما أن بعض هؤلاء المسؤولين شركاء مع زيندشتي في تجارة المخدرات ويتجاهلون أنشطته في سوق المخدرات بطهران.
ومع ذلك، في الساحة العامة وفي التعامل مع سلطات النظام، رسم زيندشتي لنفسه وجهاً محبا للخير. ففي 3 ديسمبر 2022، كرم مساعد وزير التربية والتعليم، في حفل، الخيرين المشاركين في بناء المدارس، وكان أحدهم ناجي شريفي زيندشتي. وفي الوقت نفسه، تحظى مشاريع زيندشتي دائمًا بدعم السلطات المحلية، بما في ذلك القائم مقام.
وسبق أن نشرت صورة تكريم "لجنة إمام الخميني للإغاثة" لزيندشتي باعتباره "الرئيس التنفيذي لمؤسسة ستاره زيندشتي الخيرية".
يذكر أن زيندشتي، الذي حُكم عليه بالإعدام مرة في الماضي بتهمة تهريب المخدرات، هرب من السجن عام 1997 وتوجه إلى تركيا، حيث وجه تصدير المخدرات إلى هناك.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، تعاون زيندشتي خلال هذه السنوات مع وزارة المخابرات والحرس الثوري في مجالين: اغتيال وخطف معارضي النظام الإيراني، وتهريب المخدرات إلى أوروبا بالتعاون مع المؤسسات الأمنية الإيرانية.
ووفقا لهذا التقرير، فإن العثور على آثار زيندشتي في اغتيال معارضي النظام الإيراني جعله يعود إلى إيران. وبعد عودته بدأ جهوده للسيطرة على طرق استيراد المخدرات من أفغانستان وجعل إيران ملكة المخدرات الأول في العالم.
وبناءً على تجربته السابقة في تركيا، حاول زيندشتي في البداية التواصل مع المسؤولين المحليين في خراسان وبلوشستان، لكن بعد فترة قصيرة قرر التواصل مع مسؤولي المخابرات في طهران.
ووفقًا لأرشيفات مصادر المخابرات الإيرانية، فإن زيندشتي ينشط فقط في تصدير المخدرات، لكن الوثائق السرية للغاية تؤكد أنه منذ نهاية 2011 فصاعدًا، سعى زيندشتي للتأثير على النظام من أجل الوصول إلى طريق تهريب المخدرات في شرق البلاد.
وبسبب تعاونه السابق مع مسؤولي المخابرات الإيرانية في عمليات الاغتيال والخطف، تمكن زيندشتي من كسب ثقة كبار المسؤولين في وزارة المخابرات، وبدأ العمل معهم عن كثب منذ عامين.
وقال محسن رضائي، السكرتير الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، في مقابلة سابقة، إن الحدود التي يتم من خلالها تهريب المخدرات حدود واضحة، وهذا يدل على أن "المسؤولين الحكوميين متورطون في هذا العمل