أجرى الشباب الإيرانيون الثلاثة المحكوم عليهم بالإعدام- مجيد كاظمي، وسعيد يعقوبي، وصالح مير هاشمي– اتصالا هاتفيا من داخل السجن مع أسرهم، أعلنوا فيه "أنهم لا يزالون أحياء".
وجاء هذا بعدما اعتبرت منظمة حقوق الإنسان و"العفو الدولية"، أن حكم الإعدام ضد هؤلاء المتهمين في قضية "بيت أصفهان"، بأنه "عمل انتقامي واضح ضد المتظاهرين الإيرانيين الشجعان"، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ "خطوات شجاعة وجريئة" لمنع إعدام هؤلاء المواطنين.
وأعلن محمد هاشمي، ابن خالة مجيد كاظمي، اليوم الخميس 18 مايو (أيار) على "تويتر" أن الشباب الثلاثة أجروا اتصالا هاتفيا من السجن مع أسرهم، وأكدوا "أنهم لا زالوا أحياء".
وأشار هاشمي إلى الحملات والدعم الشعبي لهؤلاء السجناء الثلاثة، وأضاف: "نحن مدينون لكم على كل شيء، أنفاس أبنائنا لم تنقطع وبقوا أحياء ليوم آخر. أنتم شعب لا يملك أي شيء سوى شرفه وحياته، لكنه وهب كل ما يملك لإنقاذ حياة "أبناء إيران".
ولفت هاشمي إلى التزام "منظمات حقوق الإنسان الصمت رغم وجود ميزانيات بملايين الدولارات"، وأكد: "لا نعرف متى سيقبضون على أرواح أبناء إيران، لكنا نعرف أننا سنكون مدينين لكم إلى الأبد، لأنكم لم تدخروا جهدا إلا وبذلتموه من أجل الحياة، رغم وجود نظام الموت".
يأتي هذا بعدما نشرت منظمة العفو الدولية، بيانا وصفت فيه ديانا الطحاوي، نائبة مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة، عمل النظام القضائي في إيران في محاكمة هؤلاء الثلاثة، وإصدار الأحكام ضد المتظاهرين بـ"الصادم".
وأكدت أن إصدار حكم الإعدام بحق هؤلاء الأشخاص باستخدام "اعترافات ممزوجة بالتعذيب"، وعلى الرغم من النقائص الخطيرة في الإجراءات القانونية، وعدم كفاية الأدلة؛ هو مثال آخر على "التجاهل الفاضح" للسلطات الإيرانية للحق في الحياة والعدالة.
وأشار بيان منظمة العفو الدولية كذلك إلى التسجيل الصوتي المنشور من مجيد كاظمي من داخل السجن، والذي تحدث فيه عن تعرضه للضرب من قبل المحققين، والصعق بالصدمات الكهربائية، والإعدام الوهمي، والتهديد بالاعتداء الجنسي، والتحرش بعائلته، الأمور التي أدت إلى اعترافاته القسرية.
كما أشارت نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية إلى اجتماع سعيد اليعقوبي ومجيد كاظمي وصالح مير هاشمي "الأخير" مع أسرهم، وقالت إن المجتمع الدولي يجب أن يضغط على السلطات الإيرانية على الفور لـ"تعليق رسمي لعمليات الإعدام".
وتظهر مقاطع فيديو من أصفهان إيران أن عددًا كبيرًا من الأشخاص تجمعوا في الساعات الأولى من فجر اليوم، الخميس 18 مايو (أيار)، أمام سجن "دستكرد" على الرغم من الأوضاع الأمنية المشددة، وأطلقوا أبواق سياراتهم احتجاجًا على حكم الإعدام الصادر بحق المتهمين في قضية "بيت أصفهان". ووردت أنباء عن قيام القوات الأمنية بإطلاق النار.
وكان مجيد كاظمي وسعيد يعقوبي وصالح مير هاشمي قد كتبوا في وقت سابق في رسالة موجهة إلى الشعب الإيراني من داخل السجن خاطبوا خلالها المواطنين بالقول: "نحن بحاجة لمساعدتكم ودعمكم.. لا تسمحوا لهم بقتلنا".