قال عبدالحميد إسماعيل زاهي، في خطبة صلاة الجمعة اليوم 19 مايو (أيار)، إن إعدام صالح ميرهاشمي، ومجيد كاظمي، وسعيد يعقوبي، تم بناءً على "اعترافاتهم القسرية". وأضاف أن تعذيب المتهمين من أجل انتزاع اعترافات قسرية منهم أصبح "أمراً شائعاً" في النظام الإيراني.
وندد خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، مرة أخرى، بإعدام المتظاهرين. وقال للنظام: "اطمئنوا، وتأكدوا أن الشعب لا يمكن وقفه بالإعدام".
الشعب لا يثق في الاعترافات القسرية
وأضاف عبدالحميد: "قال قائل إن الدين يقتلنا؛ هذا الخطاب هزني كثيرا. عمليات الإعدام هذه تحت أي اسم تتم، سواء المخدرات أو باسم الدين، فهي تتم على حساب البلد والسيادة والدين والشعب. عمليات الإعدام هذه غير موجودة في الإسلام، ولا ينبغي للعالم أن يسجل هذه الإعدامات باسم الدين".
كما وصف مولوي عبدالحميد إعدام المتهمين في قضية "بيت أصفهان" بـ"المؤلم".
وقال إن "الاعترافات القسرية" للمتهمين مشكلة أساسية يجب التفكير فيها، مضيفاً: "من جهة، قالت السلطات القضائية إن المتهمين اعترفوا بالقتل، ومن جهة أخرى بعثوا برسالة من داخل السجن قالوا فيها إن هذه الاعترافات انتزعت منا قسراً".
وأضاف إسماعيل زاهي: "كل أبناء الشعب الإيراني والعالم طالبوا بوقف إعدامهم. ولكن [مع تنفيذ إعدام هؤلاء الثلاثة] فقد الناس ثقتهم في اعترافات المتهمين".
وذكرخطيب جمعة زاهدان: "البعض [من متظاهري زاهدان] يأتون إلينا ويظهرون جروحهم [بسبب التعذيب أثناء الاستجواب]، الأمر الذي يظهر للأسف أن الاعترافات القسرية شائعة".
وشدد على أن الاعتراف القسري وتعذيب المتهمين "ليست لهما مكانة قانونية ودينية". وقال: "إذا لم يثق الناس في النظام، فإن النظام بأكمله سينهار، وعلى الحاكم أن يقوم ببناء الثقة".
ودعا مولوي عبدالحميد إلى وقف عمليات الإعدام، قائلا: "إعدام المتظاهرين ليس حلاً لأنهم شعب إيران وأصحاب هذا البلد الحقيقيون، وربما الحاكم نفسه هو الأقلية... الغالبية مع المواطنين والمهم رغباتهم".
التخطيط لإطلاق النار على المحتجين في الجمعة الدامية تم مسبقاً
وقال مولوي عبدالحميد في جزء آخر من خطابه: "يقولون لي إنك مع المعارضة. أنا مع الحق ومع المظلوم وأقف مع حرية التعبير".
كما أكد مولوي عبدالحميد مرة أخرى على أوجه القصور وعدم فاعلية القوانين الإيرانية، وقال: "لقد وضعوا بدعة في الدستور تنص على أن السنة والنساء لا يمكن أن يصبحوا في منصب الرئيس. وهذا يدل على أن الدستور يعاني من مشكلة أساسية".
وكما في خطاباته السابقة، تناول خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان قضية جمعة زاهدان الدامية وقال بصراحة: "إطلاق النار على الناس في جمعة زاهدان الدامية كان مخططاً له مسبقاً".
يجب حل الخلاف حول حقوق هلمند المائية بالحوار
وأشار عبدالحميد إسماعيل زاهي إلى قضية حقوق هلمند المائية والمشكلات القائمة بين إيران وأفغانستان في إمداد بلوشستان بالمياه، وقال: "مؤخرًا، ألقى الرئيس خطابًا والجانب الآخر (أفغانستان) مستاء".
وكان إبراهيم رئيسي قد خاطب حركة طالبان مؤخرًا خلال رحلته إلى بلوشستان، قائلاً: "أحذر سلطات وحكام أفغانستان، عليهم أن يعطوا حقوق شعب ومنطقة بلوشستان على الفور. خذوا كلامي على محمل الجد حتى لا تشكوا لاحقًا".
ورداً على ذلك، وصف المتحدث باسم الحكومة الأفغانية هذه الأدبيات بـ"غير اللائقة"، وقال إن مثل هذه التصريحات يمكن أن تضر بالمناخ السياسي بين الشعبين وهاتين الدولتين المسلمتين.
وفي إشارة إلى هذه الخلافات قال مولوي عبدالحميد: "من الأفضل حل قضية حقوق المياه من خلال الحوار. شعب بلوشستان في مأزق لأنه إذا لم يكن هناك ماء، فلن تكون هذه المنطقة صالحة للعيش. لكن بدلا من التوتر والتصريحات الحادة، يتعين على الجارتين تشكيل وفد من المحامين والخبراء ومناقشة القضية وحلها".