قال المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم السبت 20 مايو (أيار)، خلال لقائه عددا من كبار مسؤولي وزارة الخارجية، إن "المرونة البطولية" التي تحدث عنها في الاتفاق النووي "أسيء فهمها" في الداخل والخارج.
كما لوّح المرشد الإيراني في تصريحاته اليوم السبت بقبول الاتفاق النووي تحت مفهوم "التقية"، وهو مفهوم يعني "الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير".
وأضاف خامنئي خلال استقباله وزير الخارجية وكبار المسؤولين في هذه الوزارة وسفراء إيران: "خلال هذه السنوات كانت لدينا حالات، الأجدر أن نطلق عليها [عملية] استجداء بدلا من الدبلوماسية. قد لا تكون لهجتنا استجدائية، ولكن أصل القضية هي استجداء".
وتابع: "من الضروري التحلي بالمرونة في بعض الأحيان. ويجب القيام بها بالتأكيد. تماما مثل المعنى الذي تطرقنا إليه فيما يتعلق بقضية التقية".
وأوضح خامنئي في هذا الخصوص: "التقية تعني أنه عندما تسيرون في طريق ما، وتواجهون صخرة أمام طريقكم ويصعب اجتيازها، فعليكم البحث عن طريق آخر بجانب الصخرة لاجتيازها. هذا هو معني المرونة. ولا يعني ذلك أن نتجنب مواصلة الطريق واللجوء إلى التراجع. لم ندخل حربا مع الصخرة. ولكننا اعتمدنا مبدأ المرونة، وتمكنا من العثور على طريق آخر".
وكانت إيران قد وقّعت الاتفاق النووي مع القوى العالمية عام 2015، خلال فترة رئاسة حسن روحاني، وحظي ذلك بدعم المرشد الذي وصفه بـ"المرونة البطولية"، قبل أن يصفه اليوم بـ"التقية".
وبعد أيام قليلة من إبرام هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد 22 شهرًا من الصراع والمفاوضات المضنية، وعد زعيم المرشد الإيراني في صلاة عيد الفطر "بمواصلة تداول الصناعة النووية"، واصفا هذا الاتفاق بـ"اقتدار الشعب الإيراني".
وبعد أقل من عام على مصطلح "المرونة البطولية"، و"الاقتدار"، قام المرشد الإيراني بإطلاق أوصاف أخرى مثل "الخسارة المحضة" على الاتفاق النووي، وانتقد نية حسن روحاني لإبرام اتفاقات مماثلة أخرى فيما يتعلق بـ"قضايا المنطقة، والدستور، والاتفاق النووي الثاني والثالث وغيرها".
ولم يدم الاتفاق النووي طويلا بسبب التحركات الإيرانية في المنطقة وتجاربها الصاروخية وتهديدها للدول الأخرى، مما أدى إلى أن ينسحب منه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب عام 2018، وفرض عقوبات واسعة على طهران.