أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا دعت فيه المجتمع الدولي إلى إدانة إعدام إيران للمتظاهرين "فورا وبأشد العبارات"، وأكدت أنه ينبغي على السلطات الإيرانية أن تفهم أن العالم يرفض التمادي في استخدام عقوبة الإعدام كأداة للقمع السياسي.
وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن إعدام إيران لثلاثة متظاهرين شباب، هم: مجيد كاظمي، وصالح ميرهاشمي، وسعيد يعقوبي، الذين تعرضوا للتعذيب، جاء عقب محاكمة "جائرة بشدة لا تشبه أبدا إجراءات قضائية ذات مغزى".
وأشارت الطحاوي إلى "الإعدام الوحشي لهؤلاء المحتجين، وأكدت أنهم خضعوا للإعدام في فترة أقل من شهرين بعد إلقاء القبض عليهم". وأردفت: "لقد أعدموا بعد أسابيع فقط من تصديق المحكمة العليا على هذه الأحكام غير العادلة التي صدرت في غياب شهود بشكل كاف. وذلك على الرغم من وجود مزاعم جدية حول تعرضهم للتعذيب".
وأضافت أن سرعة قتل المحتجين الثلاثة أظهر "إهمال السلطات الإيرانية الصارخ لحق الحياة ولمحاكمة عادلة"، وقالت: "إن هذه الإعدامات صممتها السلطات الإيرانية لإرسال رسالة قوية إلى العالم والشعب الإيراني، بأنهم لم يتراجعوا عن أي شيء من أجل القمع ومعاقبة معارضيهم".
وشددت الطحاوي على أن غياب رد فعل عالمي قوي، سيؤدي إلى تطاول السلطات الإيرانية لاستغلال حصانتهم من العقاب.
وحذرت: "الشعب في إيران ليس لديه مجال للمجاملة. إنه يحرم بسرعة مروعة من حقه في الحياة تحت اسم الإعدام القضائي".
كما دعا بيان منظمة العفو الدولية جميع الحكومات إلى تطبيق مبدأ الولاية القضائية العالمية على جميع المسؤولين في إيران، الذين توجد ضدهم، وفقًا للقوانين الدولية، أدلة كافية عن المسؤولية الجنائية في تعذيب المتظاهرين وغيرها من الجرائم.
وكان القضاء الإيراني قد أعدم أمس الجمعة 3 متهمين فيما يسمى قضية "بيت أصفهان" على الرغم من المعارضات الشعبية في إيران وخارجها ومناشدات المجتمع الدولي.
ونقلت العفو الدولية عن مصادر مطلعة قولها إن هؤلاء المتظاهرين الثلاث تعرضوا للتعذيب واضطروا إلى الإدلاء باعترافات قسرية أدت بالتالي إلى إصدار أحكام بالإعدام ضدهم.
ونقل تقرير منظمة العفو الدولية عن هذه المصادر، أن المحققين قاموا بتعليق مجيد كاظمي من قدميه وعرضوا عليه مقطع فيديو لتعذيب شقيقه.
وبحسب التقرير، فقد أخذ المحققون مجيد كاظمي إلى منصة الإيهام بالإعدام 15 مرة، كما هددوه في آخر أيامه التي أعقبت المحاكمة، بقتل أشقائه في حال رفضه اتهامه وعدم الإدلاء بـ"اعترافات".
وقبيل إعدم كاظمي، بعث هذا السجين برسالة صوتية من داخل سجن دستغرد أعلن فيها عن براءته وإدلائه باعترافات قسرية تحت التعذيب.
وبعد إعدام هؤلاء المتظاهرين الثلاثة، دفنت السلطات الإيرانية جثثهم في ثلاثة أماكن منفصلة تماما في أجواء أمنية للغاية.