الناشطة السياسية السجينة، فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق، هاشمي رفسنجاني، بعثت برسالة من داخل محبسها، خاطبت فيها المرشد علي خامنئي، قائلة إن رفضك الاستفتاء وهو أحد مبادئ الدستور "أمر غريب"، وكأنك تبوح بما تكتمه لسنوات في قلبك بشكل لا إرادي".
وفي معرض ردها على تصريحات المرشد التي أدلى بها سابقا بأنه "في أي بقعة من العالم يتم إجراء استفتاء شعبي للقضايا المختلفة؟"، قالت هاشمي: "بحث صغير في الإنترنت يوفر لك المعلومات الكاملة لجميع الاستفتاءات التي جرت في العالم".
وحول تصريحات خامنئي بأن "عامة الناس الذين يفترض أنهم يشاركون في الاستفتاء، هل يملكون القدرة على تحليل القضايا؟"، أكدت هذه الناشطة السياسية: "وكيف يكون للفلسطينيين القوة والقدرة على التحليل لاختيار نوع حكومتهم- بناء على اقتراحك- فيما لا يستطيع الشعب الإيراني ذلك؟".
يشار إلى أنه كان قد سبق لخامنئي أن طالب مرارا بإجراء استفتاء من أجل "حل قضية فلسطين".
وقال خامنئي سابقا: "من أجل تعيين نوع الحكومة في فلسطين يجب أن يشارك جميع الفلسطينيين الحقيقيين بمن فيهم المسلم واليهودي والمسيحي ممن يقطنون لنحو 80 عاما على الأقل في هذه الأرض، في عملية استفتاء".
كما تساءلت الناشطة هاشمي: "أليست تصريحات المرشد الإيراني حول عدم تمتع الشعب الإيراني بالقدرة على التحليل إهانة لأولئك الذين شاركو في اختيار الجمهورية الإسلامية وغيرها من المناسبات الانتخابية، أو بالأحرى إهانة للشعب الإيراني بأسره؟".
وحول كلام خامنئي الذي قال إن "كلام الشعب هو ما يوجد الآن، أي انتخاب رئيس الجمهورية والبرلمانيين"، قالت هاشمي: "إذا كان هذا هو كلام الناس ومطلبهم، فلماذا تقلق من إجراء الاستفتاء".
وأضافت هذه السجينة السياسية في الختام: "إن السياسة التي تنتهك المبادئ القانونية والحقوق الأساسية والطبيعية للشعب وتبيح إهانتهم، أليست سياسة قصيرة النظر وخائنة وعدوة؟".
وكان المرشد الإيراني قد قال يوم 18 أبريل (نيسان) الماضي، خلال لقاء مع عدد ممن وصفهم الإعلام الإيراني بـ"الطلبة الجامعيين": إن مختلف قضايا البلاد "غير قابلة للاستفتاء"، مضيفا: "في أي بقعة من العالم يتم إجراء استفتاء شعبي للقضايا المختلفة؟". وأردف: "هل يملك عامة الناس الذين يفترض أنهم يشاركون في الاستفتاء القدرة على تحليل القضايا؟ ما هذا الكلام؟".
وسرعان ما قوبلت تصريحات خامنئي هذه بردود فعل واسعة على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من النشطاء المدنيين والسياسيين، والتي وصفوها بـ"الوقحة"، وأكدوا أنها ذروة الاحتقار للرأي العام واعتبار الشعب رعية للحاكم.