استمرارا للضغوط الجائرة التي تمارسها أجهزة الأمن الإيرانية ضد المصابين في أعينهم خلال الاحتجاجات الشعبية التي أعقبت مقتل الشابة مهسا أميني، اعتقلت القوات الأمنية الإيرانية يوم الجمعة الماضي، أمير ولايتي، أحد الذين فقدوا أعينهم برصاص عناصر القمع، ولم ترد أنباء عن أوضاعه حتى الآن.
إلى ذلك، اعتقلت القوات الأمنية الإيرانية، في الأيام الأخيرة، هرش نقشبندي، الممثل والمخرج السينمائي الإيراني وهو أيضا فقد إحدى عينيه في احتجاجات سبتمبر (أيلول) الماضي، برصاص الأمن، ولم ترد أنباء عن أوضاعه الحالية ومكان اعتقاله حتى اللحظة.
كما اعتقلت العناصر الأمنية بارسا قبادي، وهو شاب تعرض للإصابة في كلتا عينيه أثناء الاحتجاجات الشعبية، واعتقلت شقيقه في الأيام الأخيرة، وأفرج عنه بعد أيام، ولكن شقيقه لا يزال رهن الاعتقال.
وأفادت مصادر "إيران إنترناشيونال" بأن القوات الأمنية أجرت اتصالات هاتفية، لتهديد الفتيات اللواتي تعرضن لإصابات في أعينهن أثناء الاحتجاجات الشعبية، وطالبوهن بعدم نشر أي أخبار حول إصابتهن بعد الآن على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقبل أيام أيضا، أعلن الشاب حسين حسين بور، أحد المصابين في أعينهم أثناء الاحتجاجات، عن استدعائه إلى مركز استخبارات الحرس الثوري بمحافظة فارس، جنوبي إيران. وسبق لهذا الشاب الإيراني أن احتج على "عرقلة علاجه وشطب اسمه من قائمة زراعة قرنية العين في مستشفى خليلي بمدينة شيراز".
وبعد احتجاج الشاب حسين بور بأيام، أكدت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية في إيران نقلا عن مساعد رئيس جامعة العلوم الطبية في شيراز "إلغاء عملية زراعة القرنية" لحسين بور. وأضافت أن سبب ذلك "ضرورة زراعة القرنية لطفل آخر".
وكانت بلدية العاصمة طهران قد نشرت في الأسابيع الأخيرة لافتات في أرجاء المدينة اتهمت فيها بالسخرية أولئك المعرضين للإصابة في أعينهم بالكذب، وهو ما أثار حفيظة المواطنين، وسرعان ما قوبل بانتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.