أعلنت وكالة أنباء "أسوشييتد برس"، اليوم الاثنين 22 مايو (أيار)، أن النظام الإيراني يقوم ببناء منشأة نووية تحت الأرض بالقرب من قمة جبل في سلسلة جبال زاغروس، وسط البلاد. وأضافت الوكالة أن أحدث الأسلحة الأميركية قد لا تتمكن من تدمير هذه المنشأة بسبب وجودها على عمق كبير.
واستند التقرير إلى أقوال خبراء وصور أقمار اصطناعية حصلت عليها الوكالة.
واضاف التقرير أن الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بمختبر "بلنت بي بي سي" (Planet Labs PBC)، تظهر أن إيران تقوم بحفر نفق في الجبال بالقرب من منشأة نطنز بأصفهان، وسط البلاد، وهو الموقع النووي الذي تعرض عدة مرات لهجمات تخريبية، عقب تعثر إحياء الاتفاق النووي بين طهران والغرب.
كما يقع هذا المشروع الجديد على بعد 225 كيلومتر جنوب طهران.
وتظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "Planet Labs PBC" في أبريل (نيسان)، أن هناك أشخاصا يعملون في جبل "كلنغ غز أعلا"، الذي يقع خلف السياج الجنوبي لمنشاة نطنز.
وكشفت مجموعة مختلفة من الصور التي حللها مركز "جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار" أنه تم حفر أربعة مداخل في سفح الجبل، اثنان منها إلى الشرق واثنان آخران إلى الغرب.
وبعد أن كثفت إيران من إنتاج اليورانيوم إلى مستوى قريب من صنع الأسلحة النووية، بعد انهيار اتفاقها النووي مع القوى العالمية، كتبت "أسوشييتد برس" أن المنشأة الجديدة ستعقد جهود الغرب لمنع طهران من تطوير قنبلة ذرية مع استمرار توقف الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي.
وحذرت كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار في رابطة الحد من الأسلحة النووية ومقرها واشنطن، في مقابلة مع "أسوشييتد برس"، من أن استكمال مثل هذه المنشأة "سيكون كابوسًا يمكن أن يؤدي إلى إشعال دوامة تصعيدية جديدة".
وأضافت: "بالنظر إلى مدى اقترب إيران من صنع القنبلة، فليس لديها مجال كبير جدًا لتعزيز برنامجها دون أن تتعثر بالخطوط الحمراء الأميركية والإسرائيلية. لذا فإن أي تصعيد إضافي في هذه المرحلة، يزيد من خطر نشوب صراع".
ومنذ انتهاء الاتفاق النووي، قالت إيران إنها تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة، على الرغم من أن المفتشين اكتشفوا مؤخرًا أن البلاد أنتجت جزيئات يورانيوم نقية بنسبة 83.7 في المائة. وهو ما يفصلها بخطوة قصيرة للوصول إلى عتبة الـ90 في المائة من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، ردًا على أسئلة من وكالة "أسوشييتد برس" بشأن البناء، إن "أنشطة إيران النووية السلمية شفافة وتخضع لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ومع ذلك، كانت إيران تقيد دخول المفتشين الدوليين لسنوات.
وذكرت الوكالة أن إيران تقول إن البناء الجديد سيحل محل مركز تصنيع أجهزة الطرد المركزي فوق الأرض في نطنز الذي تعرض لانفجار وحريق في يوليو (تموز) 2020. وألقت طهران باللوم في الحادث على إسرائيل، المشتبه بها منذ فترة طويلة في شن حملات تخريبية ضد برنامجها.
وتابع التقرير أن طهران لم تعترف بأي خطط أخرى للمنشأة، على الرغم من أنها ستضطر إلى إعلان الموقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا كانت تخطط لإدخال اليورانيوم فيه. ولم ترد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا على أسئلة بشأن المنشأة الجديدة تحت الأرض.