بينما تصاعدت الانتقادات لأداء الحكومة الإيرانية في المناطق الحدودية مع أفغانستان، أعلنت صحيفة "هم ميهن"، في تقرير عن أوضاع الجنود والمقيمين في المناطق الحدودية الإيرانية، عن مقتل ما لا يقل عن 50 جنديًا في هذه المناطق من عام 2020 حتى مايو (أيار) الحالي.
وقال محمد باسط درازهي، الممثل السابق عن إقليم بلوشستان في البرلمان الإيراني، لهذه الصحيفة: "عندما كنت ممثلاً لأبناء هذه المنطقة في البرلمان، أعلنت عدة مرات أنه يجب استخدام جنود محليين في هذه المنطقة؛ لأن غير المحليين ليسوا على دراية بالمنطقة وحتى من حيث المناخ، لا يمكنهم تحمل هذه الظروف".
وأضاف درازهي: "لقد حدث مرات عديدة أن الجنود الإيرانيين، في مواجهة هجوم المسلحين، كانوا مرتبكين لدرجة أنهم دخلوا بالخطأ إلى الأراضي الباكستانية وسقطوا في الفخ".
وبينما أثارت عمليات الإعدام المتعلقة بتهريب المخدرات احتجاجات في الماضي، قال هذا البرلماني السابق إن بعض المسلحين "بحسب المعلومات المتوفرة لدينا، هم أبناء أشخاص أعدموا بتهمة تهريب المخدرات".
كما قال أحد سكان منطقة سراوان، والذي قدمته الصحيفة باسم "ش": "لا أحد من الجنود في المناطق الحدودية من السكان الأصليين، وفي الحادث الأخير يمكن رؤية مثل هذا الوضع".
وأضاف: "غالبية القوات التي يتم تخصيصها لحماية المناطق الحدودية تأتي من مدن بعيدة، ولذلك لا يوجد تواصل مستمر بينهم وبين السكان الأصليين. بالإضافة إلى كل هذا، المشكلة الأخرى هي أن السكان الأصليين لا يتم استخدامهم أبدًا في الجيش والشرطة وإذا تم توظيفهم، فسوف يدخلون كمجندين".
وأكد هذا المواطن الساكن في منطقة سراوان: "يبلغ عدد سكان بلوشستان ما يقرب من مليوني وثمانمائة ألف نسمة. ولم نسمع عن أي شخص يعمل في قوة الشرطة".
وفي الوقت الذي قمع فيه النظام الإيراني بشدة الاحتجاجات الشعبية في بلوشستان وقتل عشرات المحتجين، كتبت "هم ميهن"، نقلاً عن أحد سكان سراوان: "عندما يتم التخلي عن التعامل الأمني مع هذه المحافظة، تتراجع الأعمال الإرهابية وانعدام الأمن، لكن عندما تصبح النظرة إلى المحافظة أمنية، تصبح المحافظة غير آمنة".
يأتي نشر هذا التقرير في صحيفة "هم ميهن" بعد انتقادات متزايدة عقب مقتل حرس الحدود الإيرانيين على حدود إقليم بلوشستان.
وكانت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية قد أكدت، أمس السبت، مقتل اثنين على الأقل من حرس الحدود الإيرانيين في اشتباك عسكري مع طالبان على الحدود بين إيران وأفغانستان.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، الأسبوع الماضي، أن 5 من حرس الحدود الإيرانيين قتلوا إثر هجوم "إرهابي" نفذه عدد من المهاجمين كانوا يحاولون دخول إيران من الحدود الباكستانية.
وقال نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، تعليقاً على هذا الهجوم: "الإرهابيون الذين قتلوا حرس الحدود الإيرانيين الشباب في سراوان هم الوجه الآخر لعملة الجمهورية الإسلامية الإرهابية التي تعدم وتقتل الشباب البلوش".
لكن مساعد وزير خارجية إيران، رسول موسوي، زعم في تغريدة له، أن الاشتباك بين حرس الحدود الإيرانيين وطالبان "استمرار لمؤامرة المستعمرين".