أعلن رئيس اللجنة الصحية في البرلمان الإيراني، أن نحو 10 آلاف طبيب إيراني متخصص حصلوا على الشهادات اللازمة للهجرة من أجل العمل خلال العامين الماضيين. وقال إن الدول العربية أصبحت الوجهة الرئيسية لهجرة الإطباء الإيرانيين.
وبحسب موقع "ركنا" الإخباري، أعلن حسين علي شهرياري، أمس الأحد، 28 مايو (أيار): "في العامين الماضيين، حصل ما يقرب من 10 آلاف طبيب، معظمهم من المتخصصين، على شهادات حسن السير والسلوك".
ويتم إصدار شهادة حسن السير والسلوك من قبل منظمة النظام الطبي والغرض منها هو إثبات عدم وجود خلفية سيئة للطاقم الطبي لتقديمها إلى بلد المقصد.
وحدد شهرياري أسباب هذه الهجرة على أنها عدم الرضا عن الدخل. وأضاف: "لا يفكر كثير من هؤلاء الأشخاص حتى في الهجرة إلى الدول الأوروبية بسبب إمكانية تلقي رواتب عالية جدًا في دول الخليج، ويهاجرون إلى دول مثل عمان والإمارات العربية المتحدة بطريقة جعلت الدول العربية الوجهة الرئيسية للأطباء الإيرانيين".
كما حذر رئيس اللجنة الصحية في البرلمان الإيراني من "شغور كثير من التخصصات في إيران في السنوات المقبلة". وقال: "للأسف، نحن نواجه نقصًا كبيرًا في الموارد البشرية في المراكز الطبية الخاصة وحتى الحكومية، والذي يبدو أن الحكومة ليس لديها خطة لتعويضه".
وفي وقت سابق، حذر يحيى إبراهيمي، عضو آخر في لجنة الصحة بالبرلمان الإيراني، في أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي، من هجرة "نسبة عالية" من الأطباء الإيرانيين إلى الدول العربية في منطقة الخليج ، واصفا إياها بأنها نتيجة السياسات الخاطئة لنظام الجمهورية الإسلامية.
وأعلن إبراهيمي أن "الضرائب الباهظة" هي سبب انخفاض الراتب الشهري للطبيب في إيران، وقال إن هذه السياسات تسببت في "أن لا يتجاوز الراتب الشهري للطبيب في البلاد ثلاثين مليون تومان، والأطباء يهاجرون "لكسب المزيد من المال".
يذكر أن هجرة الكوادر الطبية لا تقتصر على الأطباء، ولكن في السنوات الماضية تم نشر إحصائيات مثيرة للاهتمام حول هجرة القابلات والممرضات أيضا.
وفي هذا الصدد، أعلن منصور جعفري نمين، رئيس المجلس التنسيقي للنظام الطبي في البلاد، في منتصف شهر مايو (أيار) الحالي، أن أكثر من 800 قابلة هاجرت إلى الخارج العام لماضي.
وقال محمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار التمريض، في فبراير (شباط) الماضي، إن "ما لا يقل عن 2500 إلى 3000 ممرض يهاجرون من البلاد كل عام". وبناءً على هذه الإحصاءات، يمكن القول إن ما لا يقل عن 200 ممرض يغادرون إيران شهريًا إلى البلدان التي يمكنهم فيها كسب المزيد من المال.
وقد أفادت مجلة "لانست" الطبية الأسبوعية، في سبتمبر (أيلول) 2022، عن زيادة بنسبة 300 في المائة في هجرة الكوادر الطبية الإيرانية بعد وباء كورونا. لكن يبدو أنه بعد بداية احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران والمعاملة العنيفة لقوات النظام مع الطاقم الطبي، ازداد دافع هذه الفئة للهجرة.