وصفت صفحة "تويتر" التابعة للخارجية الأميركية، محاكمة إلهه محمدي، ونيلوفر حامدي، الصحفيتين المسجونتين المتهمتين بنشر التقارير الأولى عن "مهسا أميني"، بـأنها "صورية" و"استهزاء بالعدالة"، ودعت النظام الإيراني إلى الإفراج الفوري عن مئات من سجناء الرأي والصحفيين المعتقلين.
وأضافت الخارجية الأميركية: حتى الآن لم يتحمل أحد المسؤولية عن وفاة "مهسا أميني"، لكن الصحفيتين اللتين أبلغتا عن وفاتها في معتقل "شرطة الأخلاق" تواجهان تهما خطيرة، وإمكانية إصدار أحكام قاسية أو حتى عقوبة الإعدام.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن "الحكومة الإيرانية تخشى الصحفيين لأن الصحافة الجيدة تبني مجتمعا تكون فيه الحكومة مسؤولة أمام الشعب".
وأضافت الوزارة: "نيلوفر وإلهه كانتا تقومان بواجبهما كمراسلتين في البحث ونقل الحقيقة للناس، وكشف حقيقة سوء سلوك النظام الإيراني، الأمر الذي يخشاه هذا النظام".
وطلبت وزارة الخارجية الأميركية من إيران الإفراج الفوري عن مئات من سجناء الرأي وعشرات الصحفيين الموجودين في السجن لمجرد قيامهم بواجبهم، أي نقل الحقيقة إلى الناس.
وفي 29 و30 مايو، عُقدت جلسات الاستماع الأولى الخاصة بإلهه محمدي ونيلوفر حامدي، وهما صحفيتان مسجونتان في سجن إيفين، بعد ثمانية أشهر من الاعتقال المؤقت.
وقالت محامية نيلوفر حامدي، برتو برهان بور، لـ "شبكة شرق" يوم الثلاثاء عن الجلسة الأولى لمحكمة موكلتها: "اكتشفنا في 23 مايو من خلال المتحدث الرسمي باسم القضاء أن موعد محاكمة حامدي قد تم تحديده في 29 مايو وحتى هذه اللحظة لم نتلق أي إخطار مكتوب بذلك".
وأبلغت محامیة نيلوفر حامدي المحكمة بتقديم لائحة دفاع بشأن 15 اعتراضًا شكليًا في الدعوى القضائية لهذه الصحفية المسجونة، وقالت إن الجلسة الأولى لمحكمة هذه الصحفية قد اقتصرت على قراءة لائحة الاتهام والردود الكتابية والشفهية للمتهمة على أسئلة رئيس المحكمة ولم تكن هناك فرصة للدفاع الشفهي للمحامين.
وفي وقت سابق، قدم شهاب ميرلوحي، محامي إلهه محمدي، في مقابلة مع صحيفة "هم مهين"، تفاصيل جلسة المحكمة الأولى للصحفية وقال إن الجلسة انعقدت متأخرة ساعة واحدة، وخلال الجلسة بأكملها، لم يُمنح المحامون الفرصة للدفاع أو التحدث عن أي شيء.
وقال، في إشارة إلى العيوب والمشاكل الخطيرة في عملية التحقيق والتعامل مع القضية وانتهاك بعض حقوق موكلته: "كانت هناك ادعاءات كاذبة في القضية، وقد تم احتجاز موكلتي في الحبس الانفرادي لفترة طويلة، "كانت رهن الاعتقال المؤقت لمدة ثمانية أشهر دون أي مبرر منطقي أو قانوني".
ومنذ بداية الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران نهاية سبتمبر من العام الماضي، تم اعتقال أكثر من 70 صحفيًا، وواجه بعضهم أحكامًا بالسجن لمدد طويلة.
يذكر أنه في العام الماضي، ألقي القبض على إلهه محمدي ونيلوفر حامدي لنشر تقارير عن وفاة وجنازة جينا (مهسا) أميني، وبعد حوالي 240 يومًا من الاحتجاز المؤقت، تم تحديد موعد جلسة الاستماع لقضيتهما أخيرًا.
وقد اعتقلت نيلوفر حامدي، مراسلة جريدة "شرق"، من قبل القوات الأمنية بمنزلها في 22 سبتمبر من العام الماضي لنشرها صورة مهسا أميني، وهي في غيبوبة، واعتقلت إلهه محمدي، مراسلة صحيفة "هم ميهن"، بعد أسبوع. لنشرها تقارير عن تشييع جنازة مهسا أميني في مدينة سقز.
وبعد نقلهما عدة مرات بين سجن إيفين في طهران وسجن قرتشك ورامين، نُقلت هاتان الصحفيتان أخيرًا إلى سجن إيفين في 1 مايو من هذا العام مع عدد من المتهمين السياسيين الآخرين.