أعلن القضاء الإيراني عن زيارة دبلوماسيين من 28 دولة وممثلين عن منظمات دولية لسجن "قرتشك" للنساء. وتأتي هذه الزيارة بعد نحو شهر من نقل السجينات السياسيات من هذا السجن، وبعد أيام قليلة من كشف عدد من المحتجات المعتقلات عن الاعتداءات الجنسية في سجني "قرتشك" و"إيفين".
وأفادت وكالة "ميزان" للأنباء، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، أن سفراء ودبلوماسيين من 28 دولة وممثلين عن منظمات دولية زاروا "على شكل وفد من 36 شخصًا"، "سجن نساء طهران" (قرتشك)، يوم الأربعاء 31 مايو (أيار).
وقالت وكالة الأنباء إن هذه "المجموعة الدبلوماسية" زارت هذا السجن لمدة 3 ساعات، دون أن تذكر أسماء المؤسسات الدولية أو الدول التي كان سفراؤها وممثلوها حاضرين في سجن قرتشك.
كما ادعى القضاء في إيران أن هذه الزيارة تم تنسيقها بهدف "التعرف على البرامج والتدابير الإصلاحية والتعليمية في السجن" وأن السفراء "تابعوا عن كثب البرامج الخاصة لحراس السجن".
وجاء في هذا التقرير، نقلاً عن كاظم غريب أبادي مساعد رئيس القضاء للشؤون الدولية: "كان اختيار سجن النساء لكي يطلع الضيوف الأجانب على الخدمات والتسهيلات الفريدة والمتنوعة للسجينات والحصول على الفهم الصحيح لمبادئ السجون الإسلامية."
وفي إشارة إلى أن نحو 700 امرأة مسجونات في سجن قرتشك، زعم غريب أبادي أن النساء يشكلن "حوالي اثنين ونصف في المائة" من نزلاء السجون الإيرانية، مما يشير إلى "معدل منخفض جدًا للجرائم بين الإيرانيات مقارنة بالمعدل العالمي".
تأتي هذه الزيارة في حين أنه منذ حوالي شهر تم نقل السجينات المتهمات بتهم سياسية من قرتشك إلى إيفين.
في الأيام الماضية، كشف عدد من الناشطات المدنيات والسياسيات عن تعرضهن للتحرش الجنسي في المعتقلات، ووصفن كيف أجبرتهن قوات النظام الإيراني على التعري تمامًا أمام عناصر الأمن أو أمام الكاميرات.
وكانت نسيبة شمسايي، سجينة سياسية سابقة، هي واحدة من هؤلاء النسوة اللواتي كتبن مؤخرًا في سلسلة تغريدات، أنه تم إجبارها على التعري تماماً أمام الكاميرا في كل من الجناح الثاني - أ للحرس الثوري الإيراني بسجن إيفين، وفي سجن قرتشك.
كما قالت مجكان كشاورز، ناشطة في مجال حقوق المرأة، إنه بعد إلقاء القبض عليها أجبروها على خلع كل ملابسها والخضوع لتفتيش جسدي: "عارية أمام الكاميرات الأمنية حيث شعرت بالاغتصاب والخوف."
وتقول إنه عند دخولها سجن "قرتشك"، تم إحضارها إلى غرفة التصوير وطلب منها "أن تفتح رجليها وتقوم وتجلس وهي عارية."
في السنوات الماضية، تم نشر روايات عن التحرش الجنسي بالنساء كجزء من التعذيب ضد السجناء في الجرائم السياسية بشكل أساسي.
في يونيو (حزيران) 2021، قالت نرجس محمدي، ناشطة حقوقية وسجينة سياسية، إن الاعتداء الجنسي كان جزءًا من خطة المحققين "لكسر إرادة" السجينات.
وفي مارس (آذار) الماضي أيضاً، قدمت محمدي تقريرًا عن التحرش الجنسي والاعتداء على معتقلي الاحتجاجات على مستوى البلاد، وقالت: "عندما أتت السجينات إلى عنبر النساء في سجن إيفين، شاهدنا الآثار الجسدية للاعتداء الجنسي والتعذيب على أجسادهن."
ومع ذلك، فإن سلطات النظام الإيراني لم تقبل أبدًا عشرات التقارير عن التعذيب والاعتداء الجنسي ضد السجينات.