انتقد البرلمان البريطاني سياسة الحكومة البريطانية تجاه طهران والحرس الثوري، فيما دعا عدد من النواب إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني إرهابيًا نظرًا إلى هجماته الإرهابية وتهديداته في الشرق الأوسط والعالم، وحتى في بريطانيا.
وأكد عضو حزب المحافظين في البرلمان البريطاني برندان كلارك سميث أنه "في عالم خطير ومعقد، تعد إيران أحد أكثر التهديدات إلحاحًا للمصالح الوطنية والأمن الداخلي لبريطانيا".
وأضاف سميث: "لفترة طويلة، تبنى المجتمع الدولي نهجًا قصير النظر وغير صحيح، تجاه النظام الأصولي في إيران".
وتابع النائب البريطاني: "تشير التقارير إلى أن اتفاق حكومة بايدن الجزئي مع إيران سيسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%. هذا مقلق بما فيه الكفاية".
وأشار إلى الأخبار المتعلقة بالمفاوضات بين ممثلي أميركا وكوريا الجنوبية حول طرق الإفراج عما يزيد على 7 مليارات دولار لإيران في سيول، وتابع أن قضية ما يزيد على 10 مليارات أخرى محتجزة في العراق قد تكون أيضا على طاولة المفاوضات.
وبينما لم تصنف بريطانيا بعد الحرس الثوري منظمة إرهابية، قال كلارك سميث في إشارة إلى تصويت البرلمان البريطاني لتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية من قبل لندن: "السؤال الآن هو: ماذا ننتظر؟ نشاط الحرس الثوري الإيراني توسع وتزايدت المخاوف بشأنه في جميع أنحاء بريطانيا.
وتابع: "مقاطعة الحرس الثوري الإيراني بالكامل خطوة مرحب بها، لكنني أخشى أنها لن تغطي بشكل كاف مدى التهديد الذي يشكله عملاء إيران الوحشيون".
وأشار النائب المحافظ جوين ويليامسون إلى نقل أسلحة من إيران إلى روسيا لمهاجمة أوكرانيا، قائلا: "يجب أن نفعل المزيد لمنع هذا التدفق وإلا سنقوض كل جهودنا الأخرى لدعم أوكرانيا".
وأكد أن "هناك حاجة إلى إجراء سريع. ومن المهم أن نستمر في هذا الطريق، كما فعلنا في الحرب الأوكرانية".
كما تحدث نائب بريطاني آخر، يدعى جون هاول، عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، قائلا: "تشمل انتهاكات حقوق الإنسان النساء والفتيات، وكذلك المثليون. منذ 1978، تم إعدام ما بين 4 إلى 6 آلاف فرد من مجتمع المثليين".
فيما أكد النائب العمالي جون كراير على أن "الحرس الثوري الإيراني يعد على قمة هرم النشاط الوحشي، الذي يقوم به نظام طهران".
وقال: "دعونا نوضح ما نتعامل معه؛ رجال الدين الفاشيون والمجانين القتلة الذين يديرون إيران وخدامهم البشعين في الحرس الثوري، هم عمليا النسخة الحديثة للنازيين".
وتابع هذا النائب البريطاني: "لو كان النظام الإيراني الحالي موجودًا خلال الحرب العالمية الثانية، لدعم النازيين".
وأضاف عن الحرس الثوري الإيراني: "هذه الشبكة الإرهابية والإجرامية تشكل تهديدا واضحا، أبعد من إيران والشرق الأوسط".
كما شدد على تصنيف الحرس الثوري الإيراني إرهابيًا، قائلًا: "اعتقدت أن أقل ما يمكن للحكومة– في الواقع أي حكومة ديمقراطية– هو حظر الحرس الثوري الإيراني بالكامل".
ودعت النائبة البريطانية، سارة غرين "الحكومة مرة أخرى إلى التوقف عن المراوغة وتصنيف وحظر الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية نعرف ماهيتها جميعا".
وأضافت: "كما قالت لجنة العلاقات الخارجية، فإن هذا التصنيف سيكون امتدادا منطقيا للقيود القائمة على أعضاء الحرس الثوري الإيراني، وسيساعد في إرسال رسالة واضحة إلى طهران بأننا غير متسامحين مع أنشطتها الشريرة".
وأضافت النائبة البريطانية أن "تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية سيعزز سياسة بريطانيا تجاه إيران، وسيكون تحديا لتصرفات طهران في الداخل والخارج".
وقال نائب حزب العمال أندرو جوين: "لقد ارتبط الحرس الثوري بهجمات إرهابية واحتجاز رهائن وانتهاكات لحقوق الإنسان وترهيب الصحافيين والنقاد، في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك هنا داخل بريطانيا".
وتابع: "من اليمن إلى لبنان، ومن العراق إلى إسرائيل، ومن سوريا إلى المملكة العربية السعودية، شنت إيران حربا أيديولوجية ضد السلام والاستقرار. ويمول الحرس الثوري الإيراني العديد من الجماعات الإرهابية، بما في ذلك حزب الله وحماس وطالبان".
وانتقد النائب البريطاني الحكومة، قائلا: إنه "على الرغم من الدعوات في البرلمان، وعلى الرغم من التهديد الخطير الذي يشكله الحرس الثوري الإيراني داخل بريطانيا وللمجتمع الدولي، إلا أن الحكومة البريطانية قاومت حتى الآن الدعوات لتصنيفه كمنظمة إرهابية".
وخلال الاجتماع، أعرب بعض النواب البريطانيين الآخرين أيضا عن آرائهم بشأن تهديدات إيران، ودعوا أيضا الحكومة البريطانية إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني إرهابيًا.
وعلى الرغم من تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأميركية، لم يتخذ الاتحاد الأوروبي وكندا وبريطانيا مثل هذه الخطوة بعد.