في وقت يفرض فيه النظام الإيراني تكتما شديدا حول أي تحرك مرتقب لأسعار للمحروقات، علمت "إيران إنترناشيونال" من مصادر مطلعة أن حكومة إبراهيم رئيسي تخطط لطرح البنزين بثلاثة أسعار اعتبارًا من هذا الصيف.
وبحسب تصريحات مصدر مطلع في مجال المحروقات، ستقوم الحكومة بإلغاء 90% من بطاقات المحروقات المخصصة لأصحاب المحطات في المحافظات الوسطى، مع مطلع الصيف، وإلغاء جميع هذه البطاقات في المحافظات الحدودية.
وأكد هذا المصدر المطلع لـ"إيران إنترناشيونال" أن تناول قضية أسعار البنزين في وسائل الإعلام المحلية يتم تحت إشراف مباشر من الأجهزة الأمنية، وقد تم توجيه النواب من قبل رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بعدم انتقاد أي خطوة تقدم عليها الحكومة في هذا الشأن.
يأتي ذلك في حين تم الإعلان، يوم الثلاثاء 6 يونيو (حزيران)، عن أن محطات الوقود سيكون لها بطاقة وقود واحدة فقط للتزود بالوقود في حالات الطوارئ اعتبارًا من أغسطس (آب)، ويجب على المواطنين استخدام بطاقات الوقود الشخصية للحصول على وقود بالسعر الحر.
وبدأ تخفيض عدد بطاقات الوقود في محطات الوقود منذ شهرين وتسبب في مشكلات للمواطنين.
كانت الحكومة الإيرانية قد رفعت أسعار البنزين عام 2019 بنسبة 50% حتى حصة 60 لترا في الشهر، وبنسبة 300% لمن يتجاوز الحصة الشهرية التي تدعمها الدولة، مما أثار احتجاجات شعبية واسعة في كبرى المدن الإيرانية.
وقبل حوالي 10 أيام، أعلن مسؤول في محادثة مع "إيران إنترناشيونال" أنه عشية تنفيذ خطة الحكومة لزيادة سعر البنزين خطوة بخطوة، صدرت أوامر لأصحاب المحطات بأن يكونوا في حالة تأهب أمني.
ووفقًا لهذا المصدر المطلع، فإن السعر الثالث للبنزين سيتراوح بين 80 و90 في المائة من سعر فوب في الدول الخليجية (سعر المشتري على حدود بلد المصدر).
وقال هذا المصدر المطلع لـ"إيران إنترناشيونال" أنه تم تحديث جميع المحطات في البلاد من حيث البرامج، وأن البنوك العاملة قد اتخذت الإجراءات اللازمة لتنفيذ المعاملات.
كما أعلن هذا المصدر المطلع عن عقد اجتماع أمني خاص بتنفيذ خطة البنزين الجديدة بحضور قادة مقر ثار الله، وممثل وزارة المخابرات، وقائد قوة الشرطة، وعدد من المسؤولين التنفيذيين في شتاء العام الماضي، وقال: "تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لاحتمال نشوب احتجاجات ناجمة عن تنفيذ الخطة."
واعتبر هذا المسؤول تنفيذ خطة البنزين الجديدة في أورميه والخطة المنفذة في جزيرة كيش بأنها تتماشى مع البرنامج الرئيسي لإدارة الاستهلاك وزيادة سعر البنزين.
وفي وقت سابق، كانت "إيران إنترناشيونال" قد أعلنت، بناءً على وثيقة سرية من اجتماع مقر الإعلام والدعاية في البلاد، أنه في ذلك الاجتماع تم التحذير من اختلال توازن الطاقة، وخاصة البنزين.
وأعلن مسؤولو وزارة النفط، في اجتماع مقر الإعلام والدعاية بالبلاد، الذي عقد في 22 فبراير (شباط) 2023، عن تقليص جذري لاحتياطيات البنزين الاستراتيجية وأن احتياطي البلاد من البنزين تقلص ليكفي 5 أيام فقط.
بناءً على هذه الموافقات، يجب على وزارة البترول أيضًا أن توضح "الآثار غير الملائمة للزيادة الحادة في استهلاك البنزين" عبر الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى، وأن تطمئن المواطنين إلى أن تنفيذ هذه الخطة "لن يخلق مشكلة للمستهلك العادي".
في هذه الموافقات، طُلب من المسؤولين الامتناع عن "أي تعليقات أو اقتراحات أو إجراءات يمكن أن تمهد لزيادة الأسعار".
وقد تسبب قرار الحكومة بتقنين الوقود وزيادة سعر البنزين، في فترات مختلفة، إلى نشوب احتجاجات شعبية.
ووقعت أكبر هذه الاحتجاجات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 ، حيث قتلت قوات الأمن، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء، 1500 محتج.