كتب سعيد معدني، عالم الاجتماع وعضو هيئة التدريس بقسم علم الاجتماع بجامعة "آزاد" بطهران، في مقال بعنوان "ما العمل عندما لا يريد غالبية الشعب نظاماً؟": "في البلدان الدكتاتورية، يمكن تغيير السلطة بالحرب والثورة".
وكتب معدني الذي نشر هذا المقال في قناته على "تلغرام": "في التاريخ دائمًا كانت الأنظمة تقف في مواجهة الشعب حتى آخر نفس وآخر رصاصة. إنهم يذبحون في الشوارع ويعذبون ويقتلون في السجون والزنازين.
لكن في العالم الحديث، تتصرف الأنظمة بين الحين والآخر بحكمة وتستسلم للاستفتاء، وتحاول إنقاذ البلاد من الوقوع في أزمة وهاوية العدم، وذلك بالرجوع إلى تصويت الشعب، ومن الأمثلة على ذلك إيطاليا".
وأضاف الكاتب: "من المثير للاهتمام أن 55% فقط! من شعب إيطاليا صوت لصالح الجمهورية وتم نقل النظام من الملكية إلى الجمهورية. بعد أكثر من 70 عامًا، وبعد التغلب على أزمة ودمار الحرب، تقدمت إيطاليا يومًا بعد يوم وهي الآن من بين الدول الصناعية السبع في العالم والاقتصاد التاسع عالميا."
وتابع: "لكن دولا مثل اليابان وإنكلترا وإسبانيا والسويد وغيرها سلكوا طريق الديمقراطية الحزبية، وأصبح الملك والملكة والإمبراطور رموزًا لوحدة البلاد وسلامة أراضيه، وفي نظام حزبي تنافسي، يتولى رؤساء الوزراء المنتخبون من قبل البرلمان مسؤولية إدارة البلاد، ويمكن استجوابهم وعزلهم".
وكتب معدني أيضًا عن إيران: "عندما نراجع تاريخ إيران، هناك أوقات كان من الممكن أن نجتاز فيها مرحلة الحكام الخارجين عن القانون مدى الحياة، وأن نصبح دولة ديمقراطية قائمة على الحزب ولها برلمان وحكومة قوية".
وأضاف: "على أي حال، فإن دول العالم الثالث مجبرة على قلب الأنظمة السياسية بانقلابات أو حروب وثورات دامية بسبب مقاومة الدكتاتوريين والوقوف على عرش السلطة حتى أنفاسهم الأخيرة، والعواقب والأضرار الناجمة عن ذلك ستبقى لعقود".
في النهاية، أكد عالم الاجتماع سعيد معدني أنه "ربما لو تمكنت شعوب دول العالم الثالث من القيام بعملية تغيير النظام مثل إيطاليا، وبدلاً من استخدام وسائل العنف، لجأت إلى الإصلاحات السياسية والاستفتاء، لما أصبحت متخلفة وفقيرة إلى هذا الحد، ولكان لديها حياة أفضل".
في السابق أيضاً، دعم علماء اجتماع آخرون داخل إيران الانتفاضة الشعبية، وقدموا حلولًا للخروج من الوضع الحرج الحالي للبلاد.