بعد 3 أسابيع من تأكيد علي خامنئي على ضرورة استخدام "التقية" (النفاق وإخفاء المعتقد)، زعم المرشد الإيراني، اليوم الأحد، خلال اجتماع مع مجموعة من مديري منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أنه إذا كان نظامه يريد أسلحة نووية لما تمكن المعارضون من إيقافه".
ووصف المرشد الإيراني، اليوم الأحد، التقارير حول الجهود السابقة للنظام الإيراني لامتلاك أسلحة نووية بـ"الأكاذيب"، وزعم أنه "انطلاقا من مبادئنا الإسلامية، لا نريد التوجه نحو أسلحة [نووية] وإلا لما استطاعوا منعنا".
وأضاف علي خامنئي أن "ذريعة السلاح النووي كذب وهم يعرفون ذلك".
وسبق أن تحدث آية الله علي خامنئي عدة مرات عن "حرمة" صنع أسلحة نووية، لكن المسؤولين الإسرائيليين اعتبروا هذه التصريحات دائمًا في إطار ممارسة "التقية"، وحذروا من "خداع" النظام الإيراني في هذا الأمر.
وفي غضون ذلك، أكد علي خامنئي قبل 3 أسابيع، يوم 20 مايو (أيار) الماضي، على ضرورة استخدام "التقية" في لقاء مع مسؤولي وزارة الخارجية وسفراء النظام.
يذكر أن التقية مفهوم في الفقه الشيعي يسمح للشيعة بالنفاق وإخفاء معتقداتهم والكذب في أوقات الطوارئ والاضطهاد.
وقال آية الله خامنئي في ذلك الخطاب الموجه إلى مسؤولي الشؤون الخارجية الإيرانية إنه تحدث من قبل "بالتفصيل" عن "التقية".
وقال في هذا الصدد: "التقية تعني أنك عندما تتحرك في مكان ما، وتصل إلى صخرة لا يمكنك عبورها، فعليك أن تجد طريقًا لتجاوز الصخرة، المرونة تعني هذا. وذلك لا يعني اننا لا نستمر في طريقنا ونتراجع، لا. لكننا لن نحارب الصخور، بل نمارس المرونة، لإيجاد طريقة أخرى".
وفي السنوات التالية، نُشرت تقارير عديدة عن محاولة إيران الحصول على قنبلة ذرية.
وعلى سبيل المثال، في عام 2009، كتبت "واشنطن بوست" في تقرير لها أنه في عام 1998، خططت إيران لشراء قنبلة ذرية من عبد القادر خان، العالم النووي الباكستاني.
كما ذكر ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، وسارة بوركهارت، الباحثة في المعهد، ذكرا في كتاب "الجهود الإيرانية المحفوفة بالمخاطر للحصول على أسلحة نووية" أن النظام الإيراني لديه القدرة على صنع سلاح نووي في وقت سريع.
وبحسب التقارير، فإن مشروع صنع القنبلة النووية الإيرانية كان يجري متابعته في مشروع "عماد" تحت مسؤولية محسن فخري زاده.
وقد تم إيقاف هذا المشروع عام 2003، ووفقًا لما ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان هدفه النهائي صنع رؤوس حربية نووية، كل منها بقوة تعادل خمس قنابل نووية بعشرة كيلو/طن من مادة "تي إن تي".
كما اعترف علي مطهري، النائب السابق لرئيس البرلمان الإيراني، بأن إيران سعت منذ البداية لصنع قنبلة نووية "لتقوية الردع"، لكنها لم تستطع الحفاظ على سرية هذه القضية وكُشف الأمر.
وزعم خامنئي في تصريحاته، اليوم الأحد: "لقد خلق الأعداء لنا تحديًا نوويًا لمدة عشرين عامًا لأنهم يعرفون أن الحركة في الصناعة النووية هي مفتاح التقدم العلمي في البلاد".
وبينما أثار مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران مخاوف عالمية، قال المرشد الإيراني إن القوى الدولية "لم تستطع إيقاف تطوراتنا النووية حتى الآن".
وفي حين أنه بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كانت هناك مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، والتي لم تصل إلى نتيجة بعد، أعرب خامنئي مرة أخرى عن "عدم ثقته" تجاه الغرب.
وقال خامنئي: "الحقيقة الأخرى هي عدم ثقتنا بالأطراف الأخرى ومعارضينا في الوفاء بوعودهم. حتى الآن، في هذه السنوات العديدة، قدموا وعودًا كثيرة في قطاعات مختلفة، سواء الحكومات التي كانت أطرافًا في مفاوضاتنا، أو الوكالة نفسها، ولم يفوا بتلك الوعود".