ذكر الموقع الخاص بمكتب إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبد الحميد، أن وزارة المخابرات منعته من السفر ومغادرة البلاد والذهاب إلى الحج.
وبحسب التقرير، فإن بعض مسؤولي وزارة المخابرات "عارضوا" ذهاب مولوي عبد الحميد إلى الحج، لذا لا يمكنه الذهاب إلى المملكة العربية السعودية هذا العام.
وذكر موقع "حال وش"، المختص بأخبار بلوشستان، أن مولوي عبد الحميد كان من المقرر أن يذهب إلى الحج، لكن "مسؤولي وزارة المخابرات والأمن والأجهزة العسكرية في إيران منعوه من السفر".
واتخذ مولوي عبد الحميد مواقف انتقادية حادة وصريحة ضد النظام الإيراني والمرشد علي خامنئي وسياساته منذ الجمعة الدامية لزاهدان في 30 سبتمبر (أيلول) عندما قتل وجرح عشرات المواطنين على يد القوات الحكومية.
وفي الأشهر الثمانية الماضية، ألقى مولوي عبد الحميد مرارا خطابات من منبر صلاة الجمعة، لم يسبق لها مثيل في العقود الأربعة الماضية.
ودعا إلى الاعتراف بحقوق مواطنة اللادينيين والملحدين والبهائيين في إيران، فيما تعتبر السلطات الدينية والحكومية البهائيين "مرتدين وكفار"، كما أشار إلى إسرائيل على أنها "دولة"، خلافا للمواقف الرسمية لإيران، وقال إنه يجب إحلال السلام الدائم بين فلسطين وإسرائيل.
وقوبلت تصريحات مولوي عبد الحميد بردود فعل شديدة وتهديدات من المسؤولين الحكوميين والشخصيات ووسائل الإعلام، بما في ذلك صحيفة "كيهان"، التي تعكس آراء علي خامنئي، حيث تجاوز نطاق الهجوم على إمام السنة في إيران بنسبه إلى إسرائيل، كما وصفته بأنه مؤيد لـ"مثيري الشغب والعناصر سيئة السمعة من وكالة المخابرات المركزية الأميركية والموساد وMI6 خلال الأحداث الأخيرة في إيران".
واتهمت صحيفة "إيران" في مقال بعنوان "استثمار وكالة المخابرات المركزية في مولوي عبد الحميد"، بمحاولة تولي "قيادة أعمال الشغب" خلال الأحداث الأخيرة في إيران. وقالت "إنه سيواصل دوره الهدام ضد الأمن القومي والوحدة الوطنية من خلال خطاباته الداعية للانقسام".
وفي وقت سابق، شبّه محمد جواد لاريجاني، وهو شخصية سياسية راديكالية، مسجد مكي زاهدان- الذي يخطب فيه مولوي عبد الحميد- بـ"مسجد ضرار"، ودعا ضمنًا إلى تدمير "مكان المؤامرة الذي تخرج منه الكلمات النتنة".
واعتبر مولوي عبد الحميد المرشد الإيراني علي خامنئي مسؤولًا عن قتل أهالي زاهدان، ودعا إلى إلغاء أحكام الإعدام والحرابة التي وجهت للمتظاهرين، دعما للأحداث الأخيرة في إيران.
وتعد خطب مولوي عبد الحميد في صلاة الجمعة، جزءًا مهمًا من المظاهرات والمسيرات الأسبوعية المستمرة لأهالي زاهدان التي تقام بعد الصلاة كل جمعة.
وقد بدأ الهجوم على إمام أهل السنة في إيران من قبل المسؤولين والشخصيات ووسائل الإعلام المرتبطة بالنظام الإيراني منذ ذلك الحين.