أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، أن إيران والولايات المتحدة تعكفان على مراجعة تفاصيل اتفاق لتبادل السجناء بين البلدين، ويقتربان من الانتهاء من هذا الاتفاق.
وقال البوسعيدي في مقابلة مع موقع "المونيتور"، الأربعاء 14 يونيو (حزيران)، إنه يشعر بـ"جدية" طهران وواشنطن في هذا الصدد، حيث يحاول البلدان إنقاذ الاتفاق النووي.
وفي الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى العالمية، التزمت طهران بالحد من أنشطتها النووية مقابل رفع بعض العقوبات، وفي وقت التوقيع على الاتفاق أيضاً، تم تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة.
لكن جهود إحياء الاتفاق النووي باءت بالفشل العام الماضي بعد 18 شهرًا من المفاوضات المتتالية، وقال مسؤولون أميركيون إن إيران قدمت مطالب جديدة تجاوزت نطاق الاتفاق الأولي.
يذكر أن سيامك نمازي، وعماد شرقي، ومراد طاهباز من بين الأميركيين المسجونين في إيران بتهمة "التجسس"، وقد حذرت عائلاتهم- مرارًا وتكرارًا- من أوضاعهم المؤسفة في السجون الإيرانية.
ونقل موقع "المونيتور" عن بعض المحللين أن إدارة بايدن من غير المرجح أن تتوصل إلى تفاهم لإحياء الاتفاق النووي دون ضمان إطلاق سراحهم.
وبينما أثيرت من قبل قضية الإفراج عن السجناء الأميركيين مقابل الإفراج عن أموال إيران المجمدة في الخارج، قال البوسعيدي عن الاتفاق المحتمل لتبادل السجناء: "يمكنني القول إنهم قريبون. ربما تكون هذه مسألة فنية".
تأتي تصريحات وزير خارجية عمان في وقت استضافت فيه بلاده مؤخرًا محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن.
وسبق أن أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، وساطة سلطنة عمان في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
ولم يؤكد البوسعيدي الدور المباشر لسلطنة عمان، لكنه قال إن بلاده "عرضت أماكنها بحسن نية لمساعدة الجانبين، سواء كان ذلك داخل عمان أو في أي مكان آخر".
وكتب "المونيتور" أن برنامج إيران النووي يتوسع بسرعة، وأن عرقلة تفتيش المفتشين الدوليين للمواقع النووية الإيرانية سلطت الضوء على الحاجة الملحة للمفاوضات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"المونيتور" إن الحكومة الأميركية تريد- عبر القنوات الإقليمية- من إيران أن تسلك طريق تخفيف التوتر بعد عدة أشهر من التطورات السلبية.
كما قال دبلوماسي أوروبي قريب من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لـ"المونيتور" إن تبادل السجناء وشيك.
ونقل هذا الموقع الإخباري عن المتحدث باسم بعثة إيران في الأمم المتحدة: "هذه الجولة من تبادل السجناء مطروحة على جدول الأعمال منذ أكثر من عامين، ونحن الآن أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق".
ويأتي احتمال التوصل لاتفاق لتبادل السجناء بين طهران وواشنطن، في حين تم مؤخراً تبادل السجناء بين طهران والدول الأوروبية. كما وافقت أميركا على الإفراج عن جزء من الأموال الإيرانية المجمدة في العراق.
يشار إلى أن النظام الإيراني متهم بالاعتقال التعسفي للمواطنين مزدوجي الجنسية والأجانب واحتجازهم كـ"رهائن" لتحقيق مطالبه من الدول الغربية.