خرج الآلاف من أهالي مدينة زاهدان للشوارع بعد صلاة الجمعة، للأسبوع الـ37 على التوالي، مرددين هتافات مناهضة للنظام، بعد خطبة زعيم أهل السنة في بلوشستان مولوي عبدالحميد التي انتقد فيها سياسات السلطات الإيرانية الداخلية والخارجية.
وخلال خطبة الجمعة كشف موقع "نت بلوك" الذي يراقب سرعة الإنترنت في العالم أن شبكة الإنترنت في زاهدان بلوشستان واجهت خللا شديدا اليوم الجمعة.
وقال مولوي عبدالحميد في خطبة صلاة الجمعة: "سمعت أنه عندما يذهب الناس إلى المقابر للاحتفال بالذكرى الأربعين لمقتل أفراد عائلاتهم، فإنهم يواجهون قمع شرطة مكافحة الشغب".
وأضاف: "إذا تحدث أحد أفراد عوائل الضحايا في المقابر وعند قبور ذوبهم، فعليكم تحمله. ومن يجلس على رأس السلطة والسيادة يجب أن يكون ذا رؤية واسعة ونظرة أبوية ومتسامحة حتى مع التعرض للسب والشتيمة وإلا فلن يتمكن من الحكم.
وأكد: "يجب أن يكون جميع المواطنين الإيرانيين قادرين على أداء شعائرهم الدينية والعرفية ويجب أن لا يتم التعرض للذين هم في حداد".
وأشار في جزء آخر من خطابه إلى الاحتجاجات المستمرة للنساء، قائلًا: "في جزء من المجتمعات الإسلامية، لا يتم إعطاء النساء اهتمامًا كافيًا كما يعاملن بقسوة غير مبررة، بينما تعد النساء النصف الثاني للسكان، ولديهن كفاءة وإمكانات".
وتابع: "إن اعتراض النساء اليوم سببه الكرامة التي فقدنها. ولن تستطيعوا إيقاف صراخهن ما لم يسترجعن المكانة الخاصة بهن. عليكم إطلاق سراح النساء والسجناء السياسيين، وحماية كرامة المرأة".
وذكر مولوي عبدالحميد: "يعتقد الكثيرون أن النساء مجبرات ببساطة على رعاية الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية، بينما تتمتع النساء بمكانة أعلى بكثير، إنهن قادرات على إتمام قضايا كبيرة ومهمة".
وبعد صلاة الجمعة، تظاهر أهالي زاهدان مثل الأشهر الـ8 الماضية ورددوا شعارات مثل: "سأقتل من قتل أخي".
وهتف المتظاهرون: "أخي الشهيد سأنتقم لك"، و"يجب إطلاق سراح السجين السياسي".
كما أظهر مقطع فيديو نشره أهالي زاهدان أنهم هتفوا في مسيرتهم الاحتجاجية: "أيها الإيراني؛ الاتحاد، الثورة، الحرية".
وشارك عدد كبير من أهالي زاهدان في مسيرة اليوم الجمعة، بينما- وفقا لمصادر محلية- تواجدت دوريات الشرطة في جميع مداخل ومخارج زاهدان، وكانت المدينة مؤمنة كليًا.
ونشر موقع "حال وش" المهتم بحقوق البلوش، مقاطع فيديو لطائرة هليكوبتر تحلق فوق المسجد المكي بزاهدان، وذلك بالتزامن مع خطبة صلاة الجمعة لمولوي عبدالحميد.
وذكر الموقع أنه "في الأيام الماضية وبعد أن منعت وزارة المخابرات إمام السنة في إيران من الذهاب إلى الحج، تم إرسال كثير من القوات العسكرية من المحافظات المجاورة إلى بلوشستان وتحديدًا مدينة زاهدان.
وتظهر الصور المنشورة من صلاة جمعة اليوم، أن المصلين حملوا لافتات احتجاجية عليها عبارات مثل "سجن إيفين تحول إلى جامعة وطهران تحولت إلى سجن"، و"حصة البلوش من إيران: الإنكار، الرصاص، الإعدام".
يذكر أن المتظاهرين في زاهدان نظموا احتجاجات أسبوعية بعد يوم الجمعة الدامية في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي. والتي قتل فيها ما لا يقل عن 100 مواطن، وتعرض العشرات إلى بتر الأطراف والعمى وإصابات أخرى.