رافق اعتقال أقارب وعائلة الشاب الإيراني أبو الفضل آدينه زاده، الشاب الذي قُتل في الانتفاضة الشعبية برصاص القوات الأمنية، رد فعل شعبي واسع النطاق.
وقد طلبت مجموعة من العائلات المطالبة بتحقيق العدالة، في تغريدة مشتركة، من الشعب الإيراني إقامة حفل صغير لعيد ميلاد أبو الفضل في 17 يونيو ونشر الفيديو مع هاشتاغ "أبو الفضل آدينه زاده".
ووصفت هذه العائلات تحرك النظام باعتقال أقارب أبو الفضل آدينه زاده كمحاولة لمحو ذكرى هذا المراهق المحتج من ذاكرتهم، وقالت: "إذا قبضوا علينا جميعًا وقتلونا فسوف نخرج من جديد ونقف ضدهم".
وكتب سعيد أفكاري شقيق نويد ووحيد وحبيب أفكاري، على تويتر، في إشارة إلى اعتقال عدد كبير من أقارب أبو الفضل آدينه زاده: "كل إيران هي عائلة أبو الفضل. لمحو ذكرى أبو الفضل عليكم مواجهة كل أبناء إيران".
كما كتب سيامك أعظمي، شقيق المحتج المقتول، سبهر أعظمي، ردًا على اعتقال أقارب أبو الفضل آدينه زاده: "إنهم لا يسمحون لنا حتى بالحزن على أحبائنا المقتولين وعلى الأقل الاحتفال بعيد ميلادهم. لا أحد يسمع أصواتنا ويرانا ونحن نتعرض للتعذيب الواحد تلو الآخر وننتهي".
وقد نشرت شبنم إسكندري، شقيقة محمد رضا إسكندري، المتظاهر الذي قُتل في باكدشت، صورة لأبو الفضل آدينه زاده، وكتبت على تويتر: "عزيزي أبو الفضل، ماذا فعلوا في عيد ميلادك. عيد ميلادك الـ 18 سعيد".
ووفقًا للتقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، هاجم عناصر الأمن القرية التي تسكن فيها عائلة أبو الفضل آدينه زاده يوم الجمعة واعتقلوا والدته، وخالاته، وأعمامه، وأبناء عمومته، وأقاربه الآخرين.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أفادت أسرة محمد حسن تركمان وجواد حيدري، وهما اثنان من قتلى الانتفاضة الشعبية، بأن عناصر الأمن ضربوا واعتقلوا والد وشقيقة وعم أبو الفضل عشية عيد ميلاد هذا الشاب المقتول.
وعندما كانت قوات الأمن الإيرانية تضرب والد أبو الفضل في "مشهد"، خُلع حذاء والده ووضعته والدته على قبر ابنها.
ونشرت فاطمة حيدري، شقيقة المحتج جواد حيدري الذي قُتل في قزوين، مقطع فيديو على تويتر يظهر والدة أبو الفضل وهي تصرخ على قبره: "لقد أخذوا ابنتي".
وكانت عائلة آدينه زاده قد أعلنت في الأيام الماضية أنه عشية عيد ميلاد المراهق قام عناصر الأمن بتحطيم زجاج وشاهد قبره.
في الوقت نفسه، نشرت كلي حسيني، والدة أبو الفضل آدينه زاده مقطع فيديو وقالت إن قوات الأمن استجوبت العائلة وكسرت شاهد القبر والزجاج بسبب كتابة شعار "المرأة، الحياة، الحرية" على شاهد قبر ابنهم.
وتعرض أبو الفضل آدينه زاده لهجوم من قبل القوات الأمنية في 8 أكتوبر من العام الماضي خلال احتجاجات في "مشهد". وقد أصيب هذا الشاب في البداية بصاعق ثم قتل بعشرات الطلقات من بندقية صيد.
ورغم تهديد القوات الأمنية، لم تلتزم أسرة أبو الفضل الصمت بشأن وفاته أمام جامعة فردوسي في "مشهد" منذ البداية، وقالت إن ابنها نقل إلى المستشفى "جثة ممزقة" وتوفي بعد ساعة.
يذكر أنه خلال الانتفاضة الشعبية للإيرانيين التي بدأت في أواخر سبتمبر من العام الماضي، تم اعتقال وقتل وجرح عشرات الأطفال والمراهقين.
هذا وقد تمكنت منظمات حقوق الإنسان من التعرف على 70 طفلاً على الأقل قتلوا في المدن الإيرانية.