أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاعية في الكنيست الإسرائيلي، يولي إدلشتاين، أنه إذا توصلت إيران والولايات المتحدة إلى تفاهم مقبول "يشمل المراقبة الصارمة لبرنامج إيران النووي"، يمكن لإسرائيل قبوله.
وقال إدلشتاين، أمس السبت 17 يونيو (حزيران)، لوسائل الإعلام الإسرائيلية حول الاتفاق المحتمل بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني: "إنه ليس اتفاقًا واسعًا، إنه أشبه باتفاق صغير، ومذكرة تفاهم، وأنا أعتقد أنه إذا كانت هناك مراقبة حقيقية، يمكن لإسرائيل أن تتعامل معه".
ووفقًا لما أعلنه مسؤولون إيرانيون وغربيون، فإن واشنطن تجري محادثات مع إيران لتحديد الخطوات التي يمكن أن تشمل الحد من برنامج إيران النووي.
ويمكن اعتبار هذه الخطوات بمثابة "تفاهم" بدلاً من اتفاق يتطلب موافقة الكونغرس الأميركي، مثل الاتفاق النووي الذي تم التخلي عنه عام 2018 من قبل دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة آنذاك.
هذا وقد امتنع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن التعليق على ما إذا كانت تصريحات إدلشتاين، العضو في حزب الليكود، تعكس آراء رئيس الوزراء، حسبما أفادت "رويترز".
وقال نتنياهو، الثلاثاء الماضي، في خطاب متلفز قبل تقديم تقرير إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس النواب: "موقفنا واضح.. أي اتفاق مع إيران لن يلزم إسرائيل، لأنها ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن نفسها".
وأضاف: "أعتقد أن معارضتنا للاتفاق- العودة إلى الاتفاق النووي- لا زالت قائمة".
وتابع نتنياهو: "لا تزال هناك اختلافات في المواقف ولا نخفي ذلك حتى في الاتفاقات الصغيرة. لقد أوضحنا موقفنا في الاجتماعات الخاصة والعامة على حد سواء".
وكتبت "رويترز" أن العنصر الرئيسي للتفاهم المحتمل بين إيران والولايات المتحدة، والذي لا يزال غير واضح، هو مدى موافقة إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم. وقد عرض مسؤولون إسرائيليون مقربون من نتنياهو هذا الشهر وجهات نظر متباينة حول هذه المسألة.
وقال مستشار الأمن القومي لنتنياهو، تساخي هانغبى، إن إسرائيل لن تتضرر من أي تفاهم جديد بقدر ضررها من الاتفاق النووي، لكنها "ترصد" أي تحرك من جانب إيران لتخصيب اليورانيوم بأكثر من 60 في المائة.
وفي مقابلة نشرت في صحيفة "إسرائيل هيوم"، أول من أمس الجمعة، أشار هانغبي إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المائة اللازمة لصنع قنبلة ذرية، مضيفاً أن التخصيب فوق 60 في المائة هو خطوة واضحة "لصنع الأسلحة" .
ومع ذلك، في الأسبوع الماضي، شكك وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي رافق هانغبي في رحلته الأخيرة إلى واشنطن ومحادثاته مع المسؤولين الأميركيين حول إيران، شكك في الموافقة على "الحفاظ" على مستويات التخصيب الحالية في إيران.
وقال في المنتدى العالمي للجنة اليهودية الأميركية في تل أبيب: "هذا يعني أنك تتصالح مع مستوى أعلى من التخصيب في إيران. اعتقدنا أنها كانت فكرة سيئة، وما زلنا نعتقد أنها فكرة سيئة اليوم".
تجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، التي فشلت في إحياء اتفاق 2015، تأمل في استعادة بعض القيود على إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية؛ وهي الأسلحة التي تشكل تهديدا لأمن إسرائيل وبداية سباق تسلح إقليمي.
ومع ذلك، رفضت الولايات المتحدة حتى الآن التقارير التي تفيد بأنها تحاول التوصل إلى اتفاق مؤقت مع طهران، كما قالت إيران إنها لا تحاول صنع قنبلة ذرية.