بحسب وثيقة مسربة نشرتها جماعة"ثورة حتى إسقاط النظام" إثر اختراق موقع الرئاسة الإيرانية، فقد طالبت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية مسؤولي النظام بعدم إنكار دعم روسيا بطائرات مسيرة في الحرب الأوكرانية. وفي هذه الوثيقة، تم التأكيد أيضًا على أن إيران زودت روسيا بصواريخ.
وذكر تقرير لقناة "إيران إنترناشيونال"، بحسب هذه الوثائق المسربة، فقد طالبت وزارة خارجية إيران المسؤولين في طهران بتقديم مطالب من موسكو مقابل التكلفة الباهظة التي تكبدتها إيران بعد الحرب في أوكرانيا.
ووفقًا لإحدى هذه الوثائق، شددت وزارة خارجية إيران على أن البعثات الدبلوماسية للنظام في الدول الأوروبية يجب أن تكون أكثر نشاطًا حتى تكون على دراية بالمخططات السرية المحتملة لأوروبا لرفع دعاوى قضائية ضد النظام الإيراني.
وأفادت وثيقة أخرى، في اجتماع سري لكبار مسؤولي وزارة الخارجية يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أشار بيمان سعادت، المدير العام لأوروبا بوزارة الخارجية الإيرانية، إلى مخاطر دخول إيران المجال الأمني لأوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا، وأعلن أن هناك إجماعا أوروبيا ضد طهران.
وذكرت هذه الوثائق أن علي باقري، الذي كان حاضرًا في الاجتماع، أشار إلى أن أوروبا تربط القضية النووية الإيرانية بمسألة تقديم طائرات مسيرة لروسيا وتعمل على إعداد وثائق قانونية ضد النظام الإيراني.
وأكد علي باقري في هذا الاجتماع أنه يجب إبلاغ روسيا بنتيجة المفاوضات بين إيران والجانب الأوكراني.
وقال باقري أيضًا في هذا الاجتماع إن إيران لديها احتياجات لضمان أمنها لا يوفرها الغرب، لكن روسيا مستعدة للتعاون مع طهران في هذا المجال.
وسبق أن تم الكشف عن تسريب من وكالة أنباء "فارس" لقائد الحرس الثوري الإيراني، يشير إلى مشاركة جهاز الأمن الروسي في قمع انتفاضة الشعب الإيراني ومساعدة موسكو للنظام الإيراني في تقييد الإنترنت داخل إيران.
وجاء في تسريب وكالة "فارس" للأنباء أن جهاز المخابرات الروسي- نقلا عن عمليات تنصت على أجهزة مخابرات غربية- قال إن "الشعب الإيراني في حالة ثورة".
وبينما نفى مسؤولون في إيران، بمن فيهم علي خامنئي، تقديم أسلحة لروسيا في حرب أوكرانيا، أشار جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، الأسبوع الماضي، إلى أن روسيا تلقت مئات الطائرات المسيرة الجديدة من إيران، الشهر الماضي، وقال إن إيران زودت موسكو بالمعدات اللازمة لإنشاء مصنع للطائرات المسيرة، وإن روسيا يمكنها تصنيع طائرات إيرانية مسيرة مطلع العام المقبل.
وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إلى أن الدعم العسكري المتبادل بين إيران وروسيا مستمر. وقال إن إيران تتطلع لتلقي معدات عسكرية بمليارات الدولارات من روسيا، بما في ذلك طائرات هليكوبتر ورادارات.
وأشار كيربي إلى أن روسيا عرضت على إيران تعاونًا دفاعيًا غير مسبوق، بما في ذلك في مجال الصواريخ والإلكترونيات والدفاع الجوي.
وفي 26 مارس (آذار) الماضي، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في تقييمها الاستخباراتي حول الحرب في أوكرانيا أن روسيا زادت من استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع في هجومها على أوكرانيا.
وأشارت وزارة الدفاع البريطانية في تقريرها إلى أنه بعد توقف قصير عن تلقي طائرات مسيرة من إيران قبل مارس الماضي، فإن روسيا تتلقى الآن بانتظام شحنات صغيرة من الطائرات المسيرة الإيرانية.
يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وأستراليا ونيوزيلندا فرضت حتى الآن عقوبات على إيران لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة في حرب أوكرانيا.
ومن ناحية أخرى، هناك تقارير مختلفة حول وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في شبه جزيرة القرم لتدريب القوات الروسية على كيفية تشغيل الطائرات المسيرة في الهجوم على أوكرانيا، فضلاً عن قرار محتمل للنظام الإيراني بإنشاء خط إنتاج للطائرات المسيرة في روسيا وتوفير صواريخ بالستية لموسكو.