كشف معهد أبحاث في إسرائيل عن الشخصين الرئيسيين، وراء ستار الحرس الثوري الإيراني، في إنتاج أجزاء وأجسام الطائرات المسيرة من طراز شاهد-136، وهما يستخدمان شركات وهمية لتجنب العقوبات. وقد واجه النظام الإيراني أزمة خطيرة بسبب استخدام روسيا للطائرات الإيرانية المسيرة ضد أوكرانيا.
وقال مركز أبحاث "ألما" في إسرائيل، يوم الإثنين، إن الشخصيتين الرئيسيتين من الحرس الثوري في صنع الطائرة المسيرة شاهد -136 هما إحسان راحت ورنوسفادراني، وإحسان إيماني نجاد. وفي وقت سابق، نشرت مجموعة الهاكرز "لب دوختكان" معلومات أكثر تفصيلاً في هذا المجال.
ووفقًا لتقييم مجموعة "ألما"، يخطط الحرس الثوري الإيراني لاستخدام طائرات شاهد -136 المسيرة في فنزويلا للوصول إلى الأراضي الأميركية.
وبحسب ما ذكره مجتبى بور محسن، عضو هيئة تحرير "إيران إنترناشيونال"، فإن شركة "جكاد صنعت فراز آسماري"، إحدى شركات التغطية التابعة للحرس الثوري الإيراني، هي شركة مصنعة لأجزاء وأجسام طائرات شاهد -136 المسيرة. تعمل هذه الشركة، التي تقع في ميدان هفت تير بطهران، في إنتاج أجزاء الجسم في صناعة الطيران.
ومن أجل تجنب العقوبات المحتملة، يتابع مديرو هذه الشركة جزءًا من نشاطهم في شركة "جكاد صنعت فراز آسيا".
ويعد إحسان راحت ورنوسفادراني هو الشخصية الرئيسية والرئيس التنفيذي لشركة "جكاد صنعت فراز آسيا"، ويعمل الآن رئيسًا للعلماء. ولد في يناير 1984 ويعيش في حي لواسان بطهران.
من ناحية أخرى، تم تصنيع جسم الطائرة المسيرة شاهد-136 بواسطة شركة "دريا فناور برهان شريف". هذه الشركة متخصصة في تصنيع المكونات والدوائر الإلكترونية وتطوير الأنظمة البصرية وأنظمة الاتصالات، وشخصيتها الرئيسية هو إحسان إيمان نجاد. ولد في أغسطس 1982 ويعيش بشارع دادمان في طهران.
كما تتابع "دريا فناور برهان شريف" جزءًا من أنشطتها في شركة "سديد سازه برواز شريف" من أجل الهروب من العقوبات.
لكن المصمم الرئيسي لهذه الطائرة المسيرة شاهد -136، الذي لم تذكره مجموعة "ألما" الإسرائيلية، هو عمار موسوي، عضو القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، ولد في أغسطس 1983، وقُتل في أبريل 2018 في هجوم إسرائيلي على قاعدة T-4 الجوية في سوريا.
يذكر أن إسرائيل، التي كانت تستهدف برنامج إيران النووي والعسكري، ركزت في العامين الماضيين على برنامج الطائرات الإيرانية المسيرة.
وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية، الربيع الماضي، وقوع حادث في أحد مراكز الوزارة في بارشين، لكنها اعتبرته نتيجة تسرب غاز. وقتل في هذه الحادثة مهندس ميكانيكي يُدعى إحسان قدبيكي. لكن بعد يوم، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن ثلاثة مصادر إيرانية ومسؤول أميركي، أن الحادث كان نتيجة هجوم تفجيري بطائرة مسيرة أصاب مبنى البحث والإنتاج التابع لوزارة الدفاع.
أيضًا في يناير 2023، في هجوم نسبته وسائل الإعلام إلى إسرائيل، تم تدمير سرب من الطائرات الإيرانية المسيرة في منطقة ماهيدشت بالقرب من كرمانشاه.
وفي يونيو 2022 أيضًا، توفي أيوب انتظاري، الذي تخرج بدرجة الدكتوراه في الجو فضاء من جامعة شريف، في يزد. ووصف أحد أقاربه وفاته بأنها مريبة ونتيجة تسمم غذائي.
وبحسب مصادر إسرائيلية، كان انتظاري يجري بحثًا وتطويرًا على برامج الطائرات المسيرة والصواريخ متوسطة المدى التابعة للحرس الثوري الإيراني في إحدى قواعد الصواريخ التابعة للحرس الثوري في جنوب يزد، على عمق 500 متر.
وبينما نفى مسؤولون في إيران، بمن فيهم علي خامنئي، تقديم أسلحة لروسيا في حرب أوكرانيا، أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في منتصف يونيو، إلى أن روسيا تلقت مئات الطائرات المسيرة الجديدة من إيران الشهر الماضي. وقال إن طهران زودت موسكو بالمعدات اللازمة لإنشاء مصنع للطائرات المسيرة وأن روسيا ستكون قادرة على إنتاج طائرات إيرانية مسيرة في أوائل العام المقبل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض إن إيران تتطلع لتلقي معدات عسكرية بمليارات الدولارات من روسيا، بما في ذلك طائرات هليكوبتر ورادارات.
وأشار كيربي إلى أن روسيا عرضت على إيران تعاونًا دفاعيًا غير مسبوق، بما في ذلك في مجال الصواريخ والإلكترونيات والدفاع الجوي.
وقد فرضت الولايات المتحدة، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وأستراليا، ونيوزيلندا، حتى الآن عقوبات على إيران لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة في حرب أوكرانيا.
من ناحية أخرى، هناك تقارير مختلفة حول وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في شبه جزيرة القرم لتعليم القوات الروسية كيفية العمل بالطائرات المسيرة في الهجوم على أوكرانيا، فضلاً عن قرار محتمل لإيران بإنشاء خط إنتاج للطائرات المسيرة في روسيا وتوفير صواريخ باليستيه لموسكو.